مؤتمر "الهوية والتراث في عالم متغير" يكشف حقيقة علم المصريات وأهدافه الخفية
نظمت لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر مؤتمرها السنوي الأول بعنوان "الهوية والتراث في عالم متغير"، تحت رعاية الدكتور علاء عبدالهادي، نقيب الكتاب والأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، عُقد المؤتمر يوم السبت 31 أغسطس في مسرح النقابة بالزمالك، برئاسة الدكتور محمد حمزة، عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة الأسبق،افتتح الجلسة الدكتور عبد الرحيم ريحان، المستشار الإعلامي للمؤتمر.
أكد الشاعر زينهم البدوي، الأمين العام لاتحاد كتاب مصر، على أهمية المؤتمر في ظل الإنجازات الأثرية المتواصلة التي أبهرت العالم، ومنها اكتشاف أقدم مرصد فلكي في العالم بعمر 2600 عام،وأشار إلى أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لاستثمار هذه الاكتشافات على الصعيدين الثقافي والسياحي، متمنيًا أن يخرج المؤتمر بتوصيات فعالة تُرفع إلى الجهات المعنية.
من جهته، أوضح الأديب عبد الله مهدي، رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة وأمين عام المؤتمر، أن المؤتمر يأتي ردًا على الافتراءات المتكررة ضد الحضارة المصرية ومحاولات طمس هويتها. وأكد على أهمية الحفاظ على الهوية والتراث كعنصرين أساسيين في الحفاظ على خصوصية الأمة المصرية.
بدوره، أشار الدكتور محمد حمزة إلى أن علم المصريات تم تأسيسه وفق رؤية استشراقية غربية في القرن التاسع عشر، حيث اقتصر على دراسة تاريخ وآثار مصر القديمة قبل عام 332 قبل الميلاد، مع تجاهل العصور اللاحقة بما في ذلك العصر الإسلامي،وأوضح أن هذا التصنيف أدى إلى تهميش الهوية المصرية وإقصاء تأثيرها الحضاري بعد دخول المسلمين إلى مصر.
وفي سياق متصل، أشار الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى أن نشأة علم المصريات وتطوره كانا مرتبطين بالهيمنة الإمبريالية الغربية، حيث سعى المستشرقون إلى تبرير سرقة الآثار المصرية وعرضها في متاحفهم. وانتقد ريحان الممارسات الحالية التي تساهم في ترسيخ هذا المفهوم، مثل تصميم الأجنحة المصرية في المعارض الدولية على الطراز الفرعوني فقط.
واختتم ريحان بالتأكيد على ضرورة تعديل أسماء المتاحف وأقسام الآثار لتعكس جميع مراحل التاريخ المصري، وليس فقط الآثار الفرعونية،ودعا إلى تغيير اسم "المتحف المصري الكبير" ليصبح "المتحف الكبير للآثار المصرية القديمة"، ما لم يتم إضافة آثار العصور اللاحقة.