الفريق محمد سعيد الماحى: أحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ الحروب
يعتبر الفريق محمد سعيد الماحى من أبرز القادة العسكريين على مستوى العالم، حيث حققت خطته الهجومية بالمدفعية خلال حرب أكتوبر 1973 شهرة عالمية، تُدرس في أكبر المدارس العسكرية. وقد قاد الماحى واحدة من أكبر عمليات التمهيد النيرانى في تاريخ الحروب، مما جعله يُلقب بـ"الجنرال الصامت الرهيب".
وُلد الفريق الماحى في دمياط عام 1922، والتحق بالكلية الحربية عام 1939، وتخرج كضابط في سلاح المدفعية في يونيو 1942. ومنذ ذلك الحين، شارك في جميع الحروب المصرية ضد إسرائيل، بدءًا من حرب فلسطين عام 1948، مرورًا بحرب اليمن بعد ثورة يوليو 1952، حيث اكتسب خبرة ميدانية كبيرة.
تولى الماحى مناصب قيادية متعددة في سلاح المدفعية، منها مدير سلاح المدفعية في يوليو 1971، وقاد المدفعية خلال حرب أكتوبر 1973، حيث تم ترقيته إلى رتبة الفريق عام 1974. عمل بجد على تجهيز وحدات المدفعية للمرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، ليكونوا على أتم الاستعداد ليوم النصر.
أشرف على تنفيذ خطة تمهيد نيرانى دقيق بالتعاون مع العميدين منير شاش ومحمد عبدالحليم أبو غزالة. حققت المدفعية نجاحًا كبيرًا في فتح الثغرات في خط بارليف، مما سهل تقدم القوات البرية. وقد نفذت المدفعية أكثر من 11000 قذيفة بمعدل 175 قذيفة في الثانية، مما أسفر عن تدمير النقاط الحصينة على خط بارليف وإبطال مفعول الألغام.
أعطى الفريق الماحى إشارة البدء للعملية بقوله: "مدافع النيل.. اضرب"، وبلغت نسبة إصابة الأهداف 100%. لقد حول شرق القناة إلى جحيم من النيران، مما منع الجيش الإسرائيلي من سحب مراقبيه العسكريين.
بعد الحرب، شغل الفريق الماحى عدة مناصب، بما في ذلك رئيس جهاز المخابرات العامة من عام 1978 حتى 1981، ثم عُين محافظًا للإسكندرية،توفى عن عمر يناهز 85 عامًا في 20 يونيو 2007، تاركًا إرثًا عسكريًا هائلًا يُعتبر مثالاً للقيادة والاحترافية في الحروب.