ترويجًا للسياحة وتحقيقًا للعائد المادي.. مواقع أثرية تسمح بإقامة حفلات الزفاف وعقد القران.. تعرّف عليها
تزخر مصر بالعديد من المواقع الأثرية، بين متاحف، ومعابد، وقصور تاريخية، شكلّت رصيدًا معماريًا من طراز فريد، مثّلت هذه المواقع الأثرية أهمية خاصة لدى محبي الحضارة والتاريخ المصري، فمن منّا لا يحلم بأن يُقيم عُرّسة في أحد هذه المواقع، الأمر الذي نظرت له وزارة الآثار بعين الاعتبار لما يُشكّله من جذب سياحي ويُدرّ عائدًا ماديًا على وزارة السياحة والآثار لذا أصدر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، في يوليو عام 2016، قرارًا يُحدد سعر تأجير المناطق الأثرية لإقامة الاحتفالات العامة والخاصة، ولأغراض التصوير السينمائي أو الأفلام التسجيلية في المعابد والمناطق الأثرية، وباتت تقام الحفلات من هذا النوع في مكان بعيد نسبيًا عن المبان الأثرية، أو يُطل عليها، بما لا يُشكل خطرًا على الموقع الأثري.
جاء هذا القرار بمثابة محاولة لإيجاد بدائل غير تقليدية للترويج السياحي، الأمر الذي يتيح لمصر استضافة الحفلات والمناسبات الاجتماعية، إلى جانب استضافتها فعاليات ثقافية واجتماعية للأفراد والشركات والمؤسسات. ونظراً لأهمية هذا الأمر، وضعت وزارة الآثار شروطاً وأسعاراً وإجراءات تضبط إقامة هذه الحفلات بما يضمن الحفاظ على الآثار وعدم العبث بها.
"مصر الآن" تستعرض أهم وأبرز المواقع الأثرية المسموح بإقامة الاحتفالات الاجتماعية بها، مقابل رسوم حددها المجلس الأعلى للآثار بشكل مسبق.
قلعة قايتباي
في الإسكندرية، وعلى شاطئ البحر المتوسط، يمكنك إقامة حفل كبير بين جنبات "قلعة قايتباي"، بكل ما تمثله هذه القلعة من قيمة كأحد أهم الآثار الإسلامية بمدينة الإسكندرية.
يعود الفضل في إنشاء القلعة للسلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي سنة 1477 م، مكان منارة الإسكندرية القديمة، التي تلاشت آثارها بفعل الزمن، وفي فناء القلعة، يمكنك إقامة حفل متميز أمام البرج الرئيسي الذي يُشرف على الساحة الداخلية، بينما يحيط بالحضور السور الداخلي بما يشمله من غرف متجاورة كانت تمثل ثكنات الجند ومخازن السلاح.
قصر الأمير محمد علي
على ضفاف نهر النيل، وفي قلب القاهرة، يقع قصر الأمير محمد علي توفيق المعروف بـ"قصر المنيل"، أو قصر الأمير محمد علي، الذي يُعد درة العمارة الإسلامية، المتضافر مع الفن الأوروبي الحديث.
يقع القصر على مساحة شاسعة تصل إلى 14 فداناً، وكان حديقة يملكها أحد النبلاء الفرنسيين، قبل أن يشتريها الأمير منه لبناء القصر منذ عام 1903 إلى 1934، ويُعد هذا الموقع مثاليًا للراغبين في إقامة زفافهم في هذا الطقس الملكي؛ سواء في حديقة القصر التي تُعد من أشهر الحدائق التاريخية، بمساحة تبلغ 34 ألف متر مربع، وتضم 55 نوعاً من النباتات النادرة التي جمعها صاحب القصر خلال زياراته وجولاته في أنحاء العالم، أو في القاعة الذهبية، والتي سُميت بذلك الأسم نظرًا لجدرانها وسقفها المزخرف بالذهب، بينما صُممت أعمدتها على شكل أشجار النخيل لإعطائها لمسة مصرية.
قصر البارون
درة معمارية فريدة، جمعت بين الشرق والشرق، الشرق المصري، والشرق الهندي، فأمام الزخارف والطرز الشرقية والهندية التي يحملها هذا القصر الكائن بضاحية مصر الجديدة، يمكن إقامة حفل زفاف أو غيره من المناسبات، حيث يضم القصر حديقة أمامية غنية بالزهور والنباتات النادرة، إلى جانب مجموعة من التماثيل تُضفي مشهداً أسطورياً على المناسبة أو الاحتفالية.
فمن حيث الفخامة والعراقة، يعد القصر من أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق، وسمي باسم "قصر البارون" نسبة إلى صاحبه رجل الأعمال البلجيكي "البارون إمبان"، الذي جاء إلى مصر عائدًا من الهند في نهاية القرن 19 بعد شهور قليلة من افتتاح قناة السويس، وقام بتشييده عام 1852م، وكان قاصدًا ببنائه في حي مصر الجديدة، أن يكون بعيدًا عن القاهرة المزدحمة أنذاك، واستلهم البارون تصميم القصر من معبد "أنكور وات" في كمبوديا ومعابد "أوريسا" الهندوسية.
رُكن فاروق
تقع استراحة ركن فاروق، نسبة إلى الملك فاروق آخر ملوك الأسرة العلوية في مصر، على ضفاف النيل مباشرة بمحاذاة الطريق من القاهرة إلى حلوان.
تتكون الاستراحة من ثلاثة أداور، تطل من جهتين على نهر النيل، بالإضافة إلى حديقة كبيرة تضم أنواعاً مختلفة ومتنوعة من النباتات النادرة، ويحدها سور من الحجر، وهي مؤهلة لاحتضان المناسبات والفعاليات الاجتماعية المختلفة، حيث تضم نافورة عليها تماثيل من المرمر الأبيض النادرة، ويطلق عليها "نافورة نهر الحب" نسبة للفيلم السينمائي الذي قامت ببطولته فاتن حمامة وعمر الشريف، وقاما خلاله بالرقص بجوار النافورة رقصة الحياة، وهذا الموقع شهد تصور مشاهد عديدة من الفيلم، ارتبطت في ذهن الجمهور بـ"ركن فاروق".
قصر المانسترلي
قصر المانسترلي يحضن حفلات الزفاف لمن يرغبون في إقامة ليلة لا تُنسى، يقع القصر بضاحية المنيل وهو الخيار الأمثل لمن يحبون التميز والفرادة.
القصر الذي أنشأه حسن فؤاد باشا المانسترلي يعد تحفة معمارية تُغطي مساحة ألف متر مربع، وظل مملوكاً للأسرة العلوية إلى أن ضمته هيئة الآثار المصرية عام 1951، باعتباره أثراً تاريخياً، وشهد بعد ذلك عمليات تجديد وترميم واستخدام في استضافة الحفلات، لا سيما الموسيقية في عام 2009، ومن بين قاعات القصر التي تزين أسقفها بزخارف هندسية ونباتية رائعة، تخصص قاعة "البيانو" لإقامة الحفلات الخاصة والموسيقية، بالإضافة إلى حديقة القصر، التي تتميز بالمشهد الواسع للنيل.
مساجد عقد القران
ومن حفلات الزفاف، لحفلات عقد القران، التي يمكن تنظيمها في المساجد الأثرية، حيث حددت وزارة الآثار خمسة مساجد تاريخية، يمكن إجراء مراسم عقد القران فيها، أبرزها، مسجد الرفاعي، ومسجد الحاكم بأمر الله، ومسجد محمد علي بقلعة صلاح الدين، ومسجد أحمد بن طولون، ومسجد السلطان حسن.
ونظرًا لعراقة هذه المساجد التاريخية، يفضل كثيرون عقد حفلات عقد القران في هذه المساجد، رغبة في تخليد ذكرياتهم وسط ما تتسم به هذه المساجد من طرز معمارية، وموقع مميز، وطقس روحاني لن تجده في غيرها من المواقع أو المساجد.
العديد من الجماهير رأت أن الأمر بمثابة دعاية محمودة للمواقع الأثرية وترويج من نوع فريد لآثارنا المصرية، بينما يرى البعض الأخر أن الأمر تجاوز في حق هذه المواقع، وفي النهاية يتوقف الأمر على مدى الضرر الذي يتعرض له الموقع الأثري جراء هذه الاحتفالات، وهو ما أكدت عليه ووضعت ضوابطه وزارة الأثار الأمر الذي يضمن سلامة الأثر وعدم تعرضه للضرر أو الإهانة، وتحقيق معادلة الترويج وتحقيق العائد المادي مع حماية الأثر والحفاظ عليه.