الأحد.. ضي الزمالك يستضيف معرض وكتاب "تجليات الجمال الأنثوي"
يحتضن جاليري ضي الزمالك برئاسة الناقد التشكيلي هشام قنديل، يوم الأحد المقبل 22 يناير، معرض وكتاب تجليات الجمال الأنثوي لتسعة عشر فنانا وفنانة من أبرز التشكيليين في مصر.
الفنانون هم: الدكتور صلاح عناني و د رضا عبدالسلام ود عادل ثروت ووليد عبيد و د عماد عبدالوهاب ود إيمان أسامة ود هند الفلافلي و د رندا فخري ود فيروز سمير ود زينب نور و د مرفت الشاذلي وجرجس لطفي وسوزان القليني وبيريت بطرس غالي وايناس الصديق وكارل حمصي وأمينة سالم وعبير بيبو.
وتعود فكرة المعرض للفنان والناقد الكبير الدكتور رضا عبدالسلام.
وعن المعرض والكتاب يقول هشام قنديل رئيس مجلس إدارة أتيليه العرب للثقافة والفنون: كانت رسالة أتيليه العرب للثقافة والفنون "ضي" منذ نشأته واضحة جلية في الاهتمام بالجانب الأدبي والثقافي بجانب الفن التشكيلي، وأنه ليس مجرد قاعة لعرض الأعمال الفنية بل أن دوره يتجاوز هذا المفهوم الضيق ليقدم مشروعا ثقافيا متكاملا في الفن التشكيلي وكافة أنواع الأدب من شعر ورواية وقصة.
وتابع: دشن ضي في هذا الاتجاه جائزة باسم شاعر العربية الكبير محمد عفيفي مطر للشعراء الشباب العرب، كما أصدرنا خلال هذه الفترة عددا من الكتب المهمة منها كتاب عن تجربة الفنان والناقد الكبير عز الدين نجيب وكتاب آخر من تأليفه وهو كتاب الفنان المصري وسؤال الهوية بين الحداثة والتبعية، وكتب أخرى عن تجارب عصمت داوستاشي ومحمود أبو المجد وكتاب عن تجربة الفنان أحمد نوار من تأليف الفنان والناقد مصطفي عيسى، وكتاب للدكتور رضا عبدالسلام بعنوان فنانون بين الحلم والواقع.
واليوم يسعدنا أن نقدم كتاب أعتبره إضافة كبيرة للمكتبة التشكيلية المصرية وهو كتاب "تجليات الجمال الأنثوي" للفنان والناقد الكبير الدكتور رضا عبدالسلام، يتناول فيه بحياد وموضوعية المرأة وجسدها وروحها كملهمة للفنانين والشعراء على مر العصور ويقدم فيه قراءات نقدية لفنانين تشكيليين راحلين ومعاصرين عن مرئياتهم وتناولهم للمرأة كملهمة لأعمالهم، ملقيا الضوء على ملامح تجربتهم بروية وإنصاف ومضاعفا لملامح الجمال الأنثوي لدى القراء والجمهور والعون على تذوقها.
والجميل هنا، والكلام لقنديل، أن يصاحب هذا الكتاب معرضا لعشرين فنانا الذين ألقى رضا عبدالسلام الضوء على تجاربهم في هذا الكتاب، يقدمون فيه إبداعاتهم وتجليهم في الجمال الأنثوي.
وعن كتابه تجليات الجمال الانثوي يقول الفنان والناقد الكبير د رضا عبدالسلام إن فن التصوير المصرى الحديث، متنوع بتنوع المواضيع، والأفكار ووسائط التعبير والأساليب المختلفة على مدى عقود، منذ بدايات القرن العشرين وإلى الآن، ومن بينها موضوع الجسد العارى.
ويستطرد عبد السلام: غير أن ما يثير اهتمامى فى هذا المبحث الفنى "الجمال الأنثوى" تحديداً ليس الجسد العاري أو المُرتدى ثياب كاملة أو الأقل احتشام..تلك التى تشف عن إثارة ورقة وفتنة فقط، وإنما الجمال الأنثوى الذى يتضمن صيغا والهامات وأفكار وتجليات ذات معانى ودلالات إنسانية وجمالية متنوعة فى فن التصوير Painting. وهو مايعنى إدراك الصفة الجميلة التى تميز المرأة الأنثوية، عن غيرها من الإناث اللاتى عكف المصورون المصريون على تناولها برؤى وتقنيات وأساليب خاصة ومتنوعة. حيث يضيف للجمال جمالا غير معهود من ناحية الشكل والموضوع والمغزى الفكرى، للتمييز بين مادتين ينتميان لموضوع واحد يخص المرأة، ألا وهو "الجسد العارى" الذى اعتاد الأنثوى تناوله عدد ليس بالقليل من المصورين ومفهوم "الجمال الأنثوى" الذى تناوله شريحة أخرى من المصورين بعين غير العين، ورؤية غير الرؤية وأسلوب غير الأسلوب.
كان من نتيجتها إنتاج أعمال فنية غنية بالتمثلات والتموضعات والمضامين الفكرية والاجتماعية التى تضع تجليات الحالة الأنثوية الجميلة بين قاب قوسين الأوفر حظا وفضولا للمتعة البصرية من بين كافة الموضوعات الفنية والجمالية التى تناولها الفنانون عبر حقب زمنية قديمة وحديثة بوسائط وتقنيات مختلفة، على جدران مُعدة لذلك أو قماش أو على البردى والورق المصنع حديثا.
والتجليات، جمع "تجلى" بمعنى "فعل"، التى تعنى الانكشاف أو الاتضاح عن المُّتجلى به من مواطن الجمال الأنثوى المبتكر الذى صاغه عدد من المصورين المصريين المعاصرين فى أعمالهم الفنية، وفقا لرؤاهم وتقنياتهم وأساليبهم المتنوعة.
وهنا سيكون اختيارنا لنماذج من المصورين أصحاب الإنجاز الفعلى فى هذا المبحث الفنى التوثيقى قائم على أساس أن هذا الموضوع يمثل أفضلية كبيرة من اهتمامهم ونتاجهم الإبداعى كما وكيفا طوال مسيرتهم الفنية.
إذن هذا المعيار الانتقائى يمكننا من اختيار أسماء بعينها من أجيال مختلفة متباينة فى الأهواء والمزاج والأسلوب الفنى.
ويحقق فى ذات الوقت الغرض منه، وهو محاولة رصد وتوثيق اتجاه فنى بعينه على جانب كبير من الأهمية.. ترينا كيف ومتى يشعر و يفكر الفنانة/الفنانة فى اختيار الأشكال التشخيصية وكافة عناصر تكويناته وصياغتها بطريقة ما بالأسلوب الذى يتوافق واتجاهه الفنى، خلال فترة زمنية من مسيرة حياته الإبداعية، وما هى أوجه الخصائص والرؤى الجمالية التى تتضمنها التشابهات والخلافات بين النتائج المتحققة، للتأكيد على مفهوم التجلى الجمالى الأنثوى لدى كل منهم. ابتداء من المصور الكبير محمود سعيد وراتب صديق، تدرجا نحو أجيال جديدة من الفنانين مثل رضا عبد السلام، بريت غالى، صلاح عنانى، عقيلة رياض، وليد عبيد، كاريل حمصى، إيمان أسامة، هند الفلافلى، ريهام السعدنى وغيرهم.
ويتابع عبد السلام: أود الإشارة إلى أن هناك عددا من الفنانين والفنانات، كنت كتبت عنهم فى كتابي (بين فضاء الواقع والحلم وجولة المعارض ورسامون صحفيون وتشكيليون، وهم. حامد ندا، عصمت داوستاشى، چيهان سليمان، عزة مصطفى، حلمى التونى، جورج البهجورى، مرفت عطالله، مصطفى رحمة، أحلام فكرى، علياء الجريدى وغيرهم.
ولذلك سوف اكتفى بالإشارة إليهم، وسأركز اهتمامى على أسماء أخرى من المصورين والمصورات الذين لديهم رصيد كبير ورؤى متميزة ومتنوعة فى الطرح والأسلوب من فنانى مصر المعاصرين.
وهذا على سبيل المثال وليس الحصر. كما وأن هناك أسماء مهمة، لمصورين لهم إنجاز ما فى هذا الإتجاه، لكنهم متحققون ومعروفون، سأكتفى بذكر أسماؤهم فقط.
الأنوثة والجمال وجهان لعملة واحدة
على الرغم من وجود فروق طفيفة بين ملمح امرأة جميلة، وامرأة فائقة الجمال، وأخرى أقل حسنا وفتنة على خلفية الواقع المنظور، الا أن المسألة نسبية فى حال التناول والصياغة التى تجعل من المرأة الأنثى موضوعا مثيرا للإعجاب والافتتان. فهى كانت وستظل دائما وأبدا محط أهتمام الفنان التشكيلى بوجه عام.غير أن الإختلاف فى طريقة الرؤية والمعالجة الأسلوبية يجعل منها كيانا محفزا وملهما للعديد من الأفكار والموحيات. فالعديد من المصورين عكفوا على رسم المرأة من عدة زوايا ووضعيات شاعرية آسرة، سواء كانت وجها جميلا أو جسدا عاريا مكتملا أو مستقلا أو مجتمعا مع عناصر اخرى من الأشكال التى تخدم فكرة أو موضوعا تاريخياً، اجتماعيا، سياسياً أو اسطوريا أو حتى جماليا صرفا تتجلى فيها آية الخالق سبحانه وتعالى، فهى كالطبيعة الأم رافدا عضويا وتراثيا وحيويا يصعب الاستغناء عنه بحال. أما فى حال التناول الأنثوي متعدد الرؤى والمفاهيم والتقنيات والأساليب، فقد يستلزم الأمر تروى ودقة فى التوصيف والتوثيق والطرح فى اتجاهات الفن الحديث.
ويري رضا عبدالسلام أنه من الضرورى تفهم الفرق بين صور الجمال النسوى والجمال الأنثوى، فالعديد من الفنانين فى مصر رسموا وصوروا المرأة فى وضعيات عديدة ومتنوعة خاصة البورتريه (الوجه والكتفين، أو نصفى أو كامل) البعض منهم حاكوها بطريقة واقعية حرصا منهم على إبراز جمالها فى أفضل حالتها وتجملها وآناقتها.
نذكر « أحمد صبرى،محمود سعيد، حسين بيكار، عز الدين حمودة، كوكب العسال، والبعض الآخر حاكاها بتصرف انطباعى أو تعبيرى مثل «يوسف كامل، جمال كامل، كامل مصطفى،حسن سليمان، صبرى راغب، سمير فؤاد، خالد سماحى، إبراهيم الدسوقى سامى أبو العزم.. وآخرون كُثر حفلوا بمشهد الجسد العارى كموضوع جمالى مثير للاهتمام ضمنوه العديد من الأفكار والمعانى الدالة بتقنيات وأساليب متنوعة، أذكر منهم على سبيل لا الحصر "محمود سعيد، راتب صديق، حامد ندا، رضا عبد السلام ،صلاح عنانى، بريت غالى،جرجس لطفى، عادل ثروت، وليد عبيد، وليد جاهين، عقيلة رياض، كاريل حمصى، أمينة سالم، إيمان أسامة، هند الفلافلى،ط ريهام السعدنى، نعمت الديوانى فيروز سمير، مرفت شاذلى وآخرين".