وداع مؤثر: الآلاف يشيعون حاملة القرآن ووالدتها في البحيرة

شهدت محافظة البحيرة، اليوم الخميس، جنازة مهيبة حيث شيّع الآلاف جثماني الفتاة سعاد رجب المزين، حافظة القرآن الكريم، ووالدتها عبير، اللتين توفيتا في حادث سير مروع أثناء عودتهما من مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني.

وقع الحادث على طريق العودة، حيث اصطدمت السيارة التي كانت تقلهما بحاجز، مما أدى إلى وفاة الفتاة سعاد على الفور، وإصابة والدتها بجروح خطيرة، لكنها فارقت الحياة بعد دقائق من وفاة ابنتها. جرت مراسم التشييع في موكب جنائزي مهيب، بحضور عدد كبير من أقارب وأصدقاء الفقيدتين، بالإضافة إلى أهالي المحافظة الذين تأثروا بالحادث الأليم.

وكانت سعاد، البالغة من العمر 17 عامًا، من المشاركات المتميزات في مسابقة بورسعيد الدولية، حيث أبدعت في تلاوة القرآن الكريم. وأثناء اختبارها، تلت الآية: "حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ إِلَّا الْحَقَّ" ، مما ترك انطباعًا قويًا لدى لجنة التحكيم. وكان من المتوقع أن تتأهل للمراحل النهائية للمسابقة، إلا أن القدر لم يمهلها.

ونعت اللجنة العليا لمسابقة بورسعيد الدولية سعاد ووالدتها، معربة عن حزنها العميق لهذا المصاب الجلل، وداعية الله أن يتغمدهما بواسع رحمته، وأن يمنح ذويهما الصبر والسلوان.

هذا الحادث المأساوي أثار مشاعر الحزن والأسى بين أهالي البحيرة، الذين عبروا عن تضامنهم مع أسرة الفقيدتين، مؤكدين أن سعاد كانت مثالاً للشابة الملتزمة والمجتهدة في حفظ كتاب الله.

يُذكر أن مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني تُعد من أبرز الفعاليات الدينية في مصر، وتستقطب مشاركين من مختلف المحافظات، بهدف تشجيع الشباب على حفظ وتلاوة القرآن الكريم.