الأربعاء 1 يناير 2025 | 07:08 م

عام جديد من المعاناة.. رفح الفلسطينية ومأساة إنسانية

شارك الان

تعاني مدينة رفح الفلسطينية (جنوب قطاع غزة) يوميًا من اعتداءات إسرائيلة برًا وجوًا وعداد الموتى في تزايد مستمر حتى أصبح الأمر بالنسبة للكثير مجرد أرقام تتزايد ليس إلا، وكأن هؤلاء ممن يفارقون الحياة ليسوا ببشر كان لكل منهم قصص وحكايات تحولت في طرفة عين إلى ركام، أناس يعيشون منذ سنوات في ظلمات الاحتلال فلا يتحركون إلا بأمرهم، ولا ينطقون إلا بإشارة منهم، ويواجهون الحياة بأقل الإمكانيات المتوفرة وسط بيئة غير صالحة، فلا مياه صالحة للشرب، ولا طعام يغني ويسد جوعهم، ولا دواء يعافيهم في مرضهم، ولا علم يتعلمونه لينهضوا بوطنهم، وهي قيود زادت وطأتها عقب عملية "طوفان الأقصى".

مع حلول صباح 7 أكتوبر 2023، نجحت فصائل من المقاومة الفلسطينية في مباغتة قوات الكيان، والدخول إلى عمق مستوطنات إسرائيلية في عمق غزة، وقتل وأسر العشرات من الجنود والضباط والمستوطنين الإسرائيليين، وإحكام سيطرتها لأول مرة في تاريخ الصراع مع إسرائيل على مناطقها المحتلة في عملية أُطلق عليها اسم "طوفان الأقصى".

وهنا جاء رد القوات الإسرائيلية على هذا الهجوم، بضربات جوية كثيفة استهدفت المنازل والمساجد على رؤوس ساكنيها إلى جانب المرافق الحكومية والمؤسسات التعليمية، حتى أن القصف وصل إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا التابعة للأمم المتحدة، وها نحن اليوم قد مر أكثر من عام على هذه الأحداث، فالقوات الإسرائيلية بعد تحقيق أهدافها بالقضاء على بعض من عناصر المقاومة داخل شمال قطاع غزة، تحولت الآن طارة الحرب إلى مدينة رفح الفلسطينية جنوب القطاع، والتي تشهد في الوقت الراهن أزمة إنسانية كبيرة نتيجة ضربات القوات الإسرائيلية المستمرة على شتى بقاع المدينة.

ويستعرض لكم «مصر الآن» خلال السطور التالية الحالي نظرة تحليلية حول بعض الاضطرابات الحياتية التي يمر بها سكان رفح الفلسطينية الآن.


•الاضطرابات الفسيولوجية: يعاني أهل مدينة رفح الفلسطينية في الوقت الراهن من حصارٍ ميدنيًا كامل فرضته عليهم قوات الاحتلال الإسرائيلية عقب أحداث الـ ٧ من اكتوبر التي كبدتهم خسائر فادحة، أثر الهجوم التي شنته فصائل المقاومة الفلسطينية ضدهم، ونتيجة لذلك شددت قوات الدفاع الإسرائيلية الحصار على أهل مدينة رفح، من انعدام شبه كامل للموارد الغذائية من مأكل ومشرب، وقصف لخيام المدنيين العزل، ومنع أغلب الإمدادات الخارجية لسكان القطاع بما في ذلك الدواء؛ لتكون مدينة رفح حاليًا واحدة من أكثر مدن العالم تضررًا فقرًا في الموارد، وفي احتياج سريع لدخول المساعدات إلى أهلها بصورة جيدة تمكنهم من مواصلة الحياة.

•الاضطرابات الأمنية: إن حاجة أهل قطاع غزة للأمن باتت أمرًا لا خلاف فيه، فالوضع الميداني الحالي في القطاع من أسوء لأسوء، إنها كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالمقيم في رفح يعيش يومه تحت خط نيران إسرائيلي لا يكل ولا يمل عن انتهاك كافة معايير الإنسانية، ومخالفة كل القوانين الدولية، من قتل للنساء والأطفال دون هوادة أو إنسانية، فسكان رفح أضحوا اليوم بلا عمل ولا أمل، فأي عمل يُعمل والأسر تفككت، والسلامة الجسدية انتُهكت وما زالت تنتهك، فالوضع في رفح الفلسطينية بات بلا أمن ولا أمان، والحياة الأسرية بلا شمل.

•الاضطرابات الاجتماعية: الحياة الاجتماعية أشبه بالمنعدمة إن صح التعبير، فكيف يمكن لإنسان محاصر من كافة الاتجاهات ويتم التضييق عليه بشتى السبل الإجرامية بأن يتطلع في تكوين علاقات مجتمعية في ظل هذه الظروف، فالإجابة في إيجاز هي "لا"، إن التقييد الحياتي داخل رفح بلغ أشده، والوضع كارثي بكل المقاييس.