الأجانب يقاتلون مع الجيش الروسي.. روسيا تجند أفارقة وعرب في حربها ضد أوكرانيا
بدأت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، عندما شنت روسيا هجومًا عسكريًا عنيفًا على أوكرانيا، إلا أن جذور النزاع تعود إلى عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش.
وأعقب التصعيد أعمال قتالية في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، إلى أن امتد لأغلب مناطق أوكرانيا بعد ذلك، وتواجه أوكرانيا تحديات عسكرية واقتصادية هائلة، حيث أدى النزاع إلى تدمير واسع للبنية التحتية.
أكدت عدة وكالات صحفية من مختلف بقاع العالم أن موسكو تُرغم آلاف المهاجرين والطلاب الأجانب من بينهم أفارقة وعرب من بينهم مصريين وسوريين على القتال إلى جانب القوات الروسية في حربها ضد أوكرانيا؛ مما عزز من قواها البشرية في هجومها على مناطق متفرقة داخل الأراضي الأوكرانية.
وتشكل تقارير مشاركة أجانب مع القوات الروسية ضد في أوكرانيا مخاوف في الغرب من تصعيد الأزمة، وتثير أيضًا تساؤلات عن الأسباب التي تدفع هؤلاء للمشاركة في الأعمال القتالية.
• لماذا وكيف ينضم المواطنون الأجانب للقتال مع الروس؟
في موضع الحديث عن الأسباب التي قد تدفع مواطنين أجانب للقتال في صفوف قوات فلاديمير بوتين، أشار أندريس أوسلند، خبير الشؤون الروسية، وزميل المجلس الأطلسي سابقًا خلال إحدى حواراته الصحفية أن المقاتلين الأجانب، جزء منهم يتم تجنيدهم، وآخرون يتم إجبارهم على القتال، وفي كلتا الحالتين يتم إرسالهم؛ ليكونوا صيدًا سهلًا للمدافع والطائرات الروسية.
وأفادت الوكالات الصحفية الأمريكية، نقلًا عن مسؤولين أوروبيين مطلعين على الأوضاع هناك، أن المسؤولين الروس يهددون باستمرار بعدم تمديد تأشيرات الطلاب والعمال الشباب الأفارقة والهنود والعرب ممن يتعرضون للخداع في أغلب الأحوال، حيث أن روسيا اتخذت إجراءات تهدف إلى خداع هؤلاء من خلال دعوتهم إلى العمل أو الدراسة في روسيا، وسط أوضاع صعبة في بلادهم، وبعد وصولهم، يمارس الضغط عليهم للمشاركة في القتال، تحت دافع المال الذي يتم تقديمه بموجب عقود مع وزارة الدفاع، بالإضافة إلى توفير فرصة سهلة للحصول على الجنسية الروسية ونقل الأسر إلى هناك.
وفي يونيو من العام المنصرم، نقلت وكالة بلومبرغ عن مسؤولين أوروبيين أن الكرملين "أجبر" آلاف المهاجرين والطلاب الأجانب على القتال مع القوات الروسية في حربها ضد أوكرانيا.
ونقلت الوكالة أن روسيا تساوم بعض الأفارقة والعرب الموجودين في البلاد بتأشيرات عمل، من أجل إجبارهم على الاختيار بين الترحيل والقتال في صفوف الجيش الروسي، وتأتي الحاجة إلى مقاتلين أجانب من قبل روسيا؛ لتعويض خسائرها البشرية وإلزامهم بالمشاركة في هجمات محفوفة بالمخاطر وهم غير مؤهلين عسكريًا إطلاقًا لمثل هذه الأمور.
وفي يناير الماضي، أصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بيانًا يسمح للأجانب الذين يقاتلون لحساب روسيا في أوكرانيا بالحصول على الجنسية الروسية، بحسب وكالة رويترز.
وجاء البيان أن الأشخاص الذين وقعوا عقودًا خلال ما تسميه موسكو "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، يمكنهم التقدم بطلب للحصول على جوازات سفر روسية لأنفسهم ولأزواجهم وأطفالهم ووالديهم. ويجب عليهم تقديم المستندات التي تثبت أنهم قاموا بالتسجيل في صفوف الجيش لمدة لا تقل عن عامًا واحدًا.
• مصريون في الصفوف الأمامية مع القوات الروسية
كشف تحقيق استقصائي، كواليس استقطاب الجيش الروسي للشباب المصري ما بين طلاب داخل الدولة أو أُناس عاديين من مختلف المدن والقرى المصرية بطرق عديدة للتجنيد والمشاركة في الحرب الأوكرانية.
وتحت عنوان "الفخ الروسي" أكد موقع مصراوي أن الجيش الروسي يغري الشباب المصري بالمال والجنسية، للقتال في الحرب الأوكرانية والدفع بهم في الصفوف الأمامية.
وأشار التحقيق إلى أن استقطاب المصريين للمشاركة كمتطوعين في صفوف الجيش الروسي تسبب في مقتل العشرات منهم خلال الأيام الأولى من انضمامهم للقوات الروسية، قبيل تحقيق حلمهم بالجنسية الروسية والمزايا المالية الكبيرة.
عند النظر إلى تاريخ روسيا، نجد أن استخدام القوات الأجنبية في صفوف الجيش الروسي لم يكن وليد اليوم أو أمس بل إنها طريقة تتبعها القوات الروسية منذ عقود، مما كان لها دورًا بارزًا عبر العصور في حسم العديد من الحروب لصالحها، ولم تقتصر روسيا على تعزيز قواها العسكرية فقط؛ بل شمل أيضًا تبادل المهارات والتقنيات الحربية، وخلق جسور ثقافية بين الشعوب المختلفة.