ميلاد السيد المسيح في الفن القبطي: دراسة تسلّط الضوء على الرمزية والتاريخ
في دراسة جديدة، تناول الدكتور نادر ألفي ذكري، أستاذ الآثار والفنون القبطية بكلية السياحة والفنادق بجامعة مدينة السادات، تصوير ميلاد السيد المسيح كما ظهر في الرسوم الجدارية، الأيقونات، المعادن، العاج، الخشب، والمخطوطات. ركزت الدراسة على الفترات المبكرة للفنون المسيحية الشرقية، مع إفراد مساحة خاصة للفن القبطي.
وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن مشاهد ميلاد السيد المسيح في الفن القبطي تعبّر عن هوية المجتمع القبطي، مزيجًا بين البساطة والروحانية. يظهر المسيح الطفل في هذه اللوحات داخل المذود رمزًا للتواضع، بينما تحيط به العذراء مريم بهدوء وسكينة.
وفي تصاوير أخرى، تُبرز الملائكة التي تهتف للمسيح الطفل في مشهد يعكس تسبيح السماء بميلاده، بينما يظهر الرعاة وهم يقدمون الهدايا تعبيرًا عن إيمان البسطاء.
تتسم مشاهد الميلاد في الفن القبطي بطابع رمزي أكثر من كونها واقعية، حيث يظهر المسيح في هالة من النور تمثل القداسة، وأحيانًا محاطًا بالملائكة أو القديسين. وغالبًا ما تكون العذراء بجانبه إما جالسة أو راكعة، مع ظهور القديس يوسف كشخصية رئيسية.
في بعض الأعمال، يُصوّر الميلاد داخل مغارة أو كهف، انعكاسًا للرواية التقليدية لميلاد المسيح في مكان بسيط، بما يعبر عن رسالة الخلاص التي حملها المسيح للإنسانية جمعاء. وتعد النجمة أحد العناصر المتكررة في هذه المشاهد، رمزًا للنجم الذي أرشد المجوس إلى مكان ميلاد المسيح، ودليلًا على الهداية.
ومن بين أبرز الأمثلة على هذه التصاوير، الأعمال الفنية الموجودة في كنيسة أبو سرجة والكنيسة المعلقة بمصر القديمة، بالإضافة إلى المتحف القبطي. كما تشمل جداريات دير الأنبا أبوللو في باويط ودير السريان بوادي النطرون، التي تسلط الضوء على الإيمان والتاريخ الروحي للمجتمع القبطي.