الأب الروحي للصاعقة المصرية ومؤسس حزب " حماة الوطن".. من هو الفريق جلال الهريدي؟
ودعت الحياة السياسية المصرية الفريق جلال الهريدي، أحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ مصر الحديث، والذي كان أحد مؤسسي سلاح الصاعقة المصري، حتى أنه أطلق عليه " الأب الروحي للصاعقة المصرية" وكان له سجل بطولي حافل في العديد من الحروب الحاسمة في تاريخ البلاد، في السطور التالية نستعرض أبرز المحطات في مسيرته العسكرية و السياسية.
سجل عسكري حافل
وُلد الفريق جلال الهريدي عام 1929، والتحق بالقوات المسلحة المصرية حيث بدأ مسيرته العسكرية التي امتدت لعقود طويلة.
شارك الهريدي في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حيث تصدى بشجاعة للهجوم الذي شنته كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.
و في عام 1967، خاض الهريدي حرب يونيو، التي كانت من أصعب اللحظات في تاريخ الجيش المصري.
لم تتوقف مشاركات الفريق الهريدي عند هذا الحد، فقد خاض حرب الاستنزاف بين عامي 1967 و1970، حيث شارك في المعارك المستمرة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وكان له دور حاسم في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، التي حققت فيها مصر نصرًا كبيرًا وأعادت الكرامة للأمة العربية.
كيف نجا الهريدي من الإعدام مرتين ؟
تعرّض الهريدي لمواقف صعبة خلال مسيرته، حيث نجا من حكمين بالإعدام ؛ الأول كان في سوريا عندما كان قائدًا للقوات في محافظة اللاذقية خلال فترة الانفصال عن مصر عام 1961 وتم سجنه وحُكم عليه بالإعدام، إلا أنه نجا من تنفيذ الحكم.
الحكم الثاني صدر ضده في مصر، حيث حوكم بتهمة محاولة قلب نظام الحكم مع 70 ضابطًا، وصدر حكم بالإعدام على خمسة منهم، وكان الهريدي من بينهم، ولاحقًا، خُفف الحكم إلى السجن المؤبد.
دوره السياسي بعد ثورة 30 يونيو
بعد ثورة 30 يونيو 2013، دخل الفريق جلال الهريدي الحياة السياسية، حيث أسس حزب "حماة الوطن"، الذي كان الحزب بمثابة منصة لحماية مصر وشعبها من حالة التخبط السياسي التي كانت تمر بها البلاد.
قاد الهريدي الحزب بجدارة، وساهم في تعزيز الوعي السياسي ومواجهة التحديات الوطنية.
شغل الفريق الهريدي عضوية مجلس الشيوخ، حيث كان له دور بارز في تقديم حلول عملية وواقعية للمشكلات التي تواجه مصر، مستفيدًا من خبرته العسكرية الطويلة. ترك الهريدي بصمة واضحة في الحياة السياسية والعسكرية، وظل حتى وفاته نموذجًا يحتذى به في التضحية والإخلاص للوطن.
برحيل الفريق جلال الهريدي، تفقد مصر أحد أبنائها الأوفياء الذين قدموا حياتهم لخدمة الوطن، تاركًا خلفه إرثًا عسكريًا وسياسيًا سيظل خالدًا في ذاكرة الأمة.