في عيد الأثريين: من هو الأثري؟ خبير آثار يجيب
يحتفل الأثريون المصريون اليوم، 14 يناير، بعيدهم السنوي، وهو اليوم الذي يخلد ذكرى تمصير مصلحة الآثار المصرية. هذا الحدث التاريخي وقع عقب ثورة 23 يوليو 1952، حين تم تعيين الدكتور مصطفى عامر أول رئيس مصري للمصلحة بين عامي 1953 و1956، بعد أن كانت إدارتها مقتصرة على الأجانب منذ عهد محمد علي باشا.
لماذا نحتفل بعيد الأثاريين؟
الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، يوضح أن فكرة الاحتفال بهذا اليوم انطلقت في عام 2017 بمبادرة من عالم المصريات الدكتور زاهي حواس، وتم تنظيم أول احتفال بدار الأوبرا المصرية. يهدف هذا العيد إلى تعزيز الانتماء الوطني، حيث يعبر عن دور الأثاريين في صيانة وحماية التراث المصري الذي يمتد عبر آلاف السنين.
الأثري: حارس الحضارة
يصف الدكتور ريحان الأثري بأنه "طبيب الحضارة"، حيث يبدأ عمله بمسوحات أثرية دقيقة لاكتشاف المواقع الجديدة، ثم يقوم بالتوثيق العلمي للأثر المكتشف وتحديد أهميته التاريخية. يلي ذلك مراحل الترميم والصيانة، وصولًا إلى عرض التحف الأثرية في المتاحف أو المواقع المفتوحة، ليقدم الأثري هذا التراث في أبهى صورة لزوار من جميع أنحاء العالم.
نبذة عن مصلحة الآثار
تأسست مصلحة الآثار عام 1858 بقرار من محمد علي باشا، وتولى إدارتها ميريت باشا، الذي منع المصريين من العمل بها. وبعد وفاته، تسلم جاستون ماسبيرو الإدارة واستمر في إقصاء المصريين حتى عام 1886، حين اضطر إلى ترك منصبه بسبب ثورة العاملين في المصلحة. تطور هذا الكيان ليصبح "المجلس الأعلى للآثار" عام 1994، الذي تولى إدارة التراث الأثري في مصر حتى يومنا هذا.
يرتبط عيد الأثريين بتكريم الشخصيات البارزة التي ساهمت في الحفاظ على التراث. هذا العام، شمل التكريم نخبة من الأثريين وأساتذة الجامعات والعمال وحراس المواقع الأثرية الذين قدموا جهودًا استثنائية في مجالهم. كما يمنح مركز زاهي حواس للمصريات جائزة سنوية لأفضل أثري وأخصائي ترميم.
هذا العيد يمثل رسالة تقدير لكل من ساهم في حماية وإبراز تاريخ مصر العريق، ويعكس مكانة الآثار المصرية كإرث عالمي فريد يعبر عن حضارة متفردة أسهمت في تشكيل التاريخ الإنساني.