"عودة الروح إلى الجسد".. ردود فعل دولية واسعة بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
أحدث إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة ردود فعل دولية واسعة من مختلف الدول والمنظمات العالمية، التي رحبت بالاتفاق واعتبرته خطوة هامة نحو إنهاء الصراع وتحقيق السلام في المنطقة.
وقد تم التوصل إلى هذا الاتفاق بعد جهود مضنية استمرت لأكثر من عام، شهدت تدخلات دبلوماسية من العديد من الأطراف الدولية.
الأمم المتحدة: أولوية لتخفيف المعاناة الإنسانية
رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بالاتفاق، مؤكدًا أن الأولوية الآن يجب أن تكون لتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون في قطاع غزة، الذين تأثروا بشكل بالغ جراء الصراع المستمر.
وشدد جوتيريش على ضرورة دعم تدفق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون عوائق، مطالبًا كافة الأطراف بالالتزام بالهدنة لتحقيق التهدئة المستدامة، بما يسمح للمنظمات الإنسانية بتقديم الدعم للمحتاجين.
وأضاف جوتيريش: "إن هذا الاتفاق يعد خطوة هامة نحو إيقاف العنف، ولكن يجب أن يلتزم جميع الأطراف ببنوده لضمان سلامة المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب."
الولايات المتحدة: دعم قوي لعملية السلام
ومن جهته، عبر الرئيس الأميركي جو بايدن عن ترحيبه بالاتفاق، مؤكدًا أن التوصل إلى وقف إطلاق النار يعد خطوة هامة نحو تخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة.
وأضاف بايدن أن هذا الاتفاق سيتيح للفلسطينيين العودة إلى أحيائهم، وأن إسرائيل وحركة حماس ستتفاوضان على المرحلة الثانية من الاتفاق خلال الأسابيع المقبلة.
وأعرب بايدن عن أمله في أن تسهم هذه الهدنة في خلق ظروف مواتية لاستئناف المفاوضات نحو تحقيق سلام شامل ودائم في المنطقة. وقال: "نحن نلتزم بمواصلة دعم جهود السلام، وستظل الولايات المتحدة شريكًا رئيسيًا في هذه العملية."
المملكة المتحدة: ضرورة تعزيز المساعدات الإنسانية
رحب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالاتفاق، مؤكداً أن التوصل إلى وقف إطلاق النار يعد خطوة إيجابية في تخفيف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة.
وأشار إلى أن بريطانيا ستواصل العمل مع شركائها الدوليين لتقديم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، داعيًا إلى زيادة الدعم الموجه إلى المدنيين في غزة، والذين يعانون من نقص حاد في الإمدادات الأساسية مثل الغذاء والدواء.
وأكد ستارمر: "إن هذا الاتفاق يمثل بداية الأمل في تحقيق سلام دائم في المنطقة، ونشدد على أهمية التزام جميع الأطراف بالهدنة لضمان الاستقرار."
ألمانيا: الأمل في إنهاء العنف وإطلاق سراح الرهائن
الوزيرة الألمانية للشؤون الخارجية أنالينا بيربوك عبرت عن ترحيبها الشديد بالاتفاق، معتبرة أن هذه الهدنة توفر فرصة حقيقية لإنهاء معاناة المدنيين في غزة.
كما أشادت بالجهود المبذولة في التوصل إلى هذا الاتفاق، مشيرة إلى أن الأمل يظل قائمًا في إطلاق سراح الرهائن الذين كانوا في قبضة الجماعات المسلحة.
وأكدت بيربوك أن ألمانيا ستواصل دعمها للمساعدات الإنسانية ودعوة الأطراف إلى تنفيذ الاتفاق بشكل كامل.
وقالت بيربوك: "نحن نعتبر أن هذه الهدنة تمثل نقطة تحول هامة نحو إنهاء العنف، ويجب أن تكون خطوة أولى نحو حل سياسي شامل."
الاتحاد الأوروبي: ضرورة الالتزام الكامل بالهدنة
رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، رحبت أيضًا بالاتفاق، مشددة على أهمية التزام جميع الأطراف بما تم التوصل إليه لضمان تنفيذ الهدنة بشكل كامل.
وقالت فون دير لاين: "إن هذا الاتفاق يمثل خطوة هامة نحو إنهاء الصراع، ولكن يجب أن يتبعها التنفيذ الفعلي لضمان التهدئة المستدامة." وأضافت: "يجب أن يكون هناك تقدم في المفاوضات نحو حل دائم للصراع في المنطقة."
دول أخرى: دعم عالمي لعملية السلام
وفي سياق متصل، أعربت دول أخرى مثل فرنسا، إيطاليا، وتركيا عن دعمها للاتفاق، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده ستواصل دعم جهود السلام في الشرق الأوسط، مشددًا على ضرورة الالتزام بالهدنة لضمان حماية المدنيين.
يعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس خطوة هامة نحو إنهاء العنف المستمر في قطاع غزة وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وقد أثبت هذا الاتفاق أن المجتمع الدولي قادر على التوصل إلى حلول للتخفيف من معاناة المدنيين من خلال التعاون بين الدول والمنظمات المختلفة.
بينما يبقى التنفيذ الكامل للهدنة محط أنظار العالم، فإن المجتمع الدولي يعرب عن دعمه لمواصلة هذه الجهود والعمل من أجل إحلال السلام الدائم في المنطقة.