من هي الأسيرة المحررة خالدة جرار

ظهرت الأسيرة الفلسطينية المحررة خالدة جرار في صورة صادمة بعد عام من احتجازها في السجون الإسرائيلية، حيث تغيرت ملامحها بشكل واضح نتيجة للظروف القاسية التي مرت بها. الخالدة، التي كانت قد أُفرِج عنها ضمن المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى، بدت في الصورة الأخيرة بشعر أبيض بالكامل وملامح متأثرة بالحزن والمعاناة.

خالدة جرار، من مواليد 1963 في نابلس، هي ناشطة فلسطينية بارزة وعضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. كانت تشغل منصب رئيس لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني، ولها دور كبير في الدفاع عن حقوق الإنسان، خاصة حقوق المعتقلين الفلسطينيين. عملت لعدة سنوات كمديرة لمؤسسة "الضمير" لحقوق الإنسان، وقد نشرت العديد من الدراسات حول انتهاكات حقوق المعتقلات في السجون.

تعرضت جرار للاعتقال عدة مرات من قبل قوات الاحتلال دون أسباب واضحة. كان أول اعتقال لها في 8 مارس 1989، خلال مشاركتها في مظاهرة نسائية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. كما تم منعها من السفر في عام 1998، واعتقلت مرارًا بعدها لأسباب تتعلق بالنشاط السياسي والدعوة إلى حقوق الفلسطينيين.

أثناء فترة اعتقالها، فقدت خالدة ابنتها سهى في 2021، بينما كانت معتقلة، كما توفي ابنها وديع في 2024، وحرمت من وداعه أيضًا. بالرغم من ذلك، ظلّت خالدة رمزًا من رموز الصمود الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.

الظروف التي عاشتها خالدة في السجون كانت قاسية للغاية، حيث أُودِعت في زنزانة انفرادية ضيقة بلا نوافذ، مع تهوية سيئة وأوضاع غير إنسانية. رغم ذلك، أصرّت على البقاء قوية، وطالبت محاميها بأن يضمنوا لها الحد الأدنى من الظروف التي تسمح لها بالتنفس.

في 19 يناير 2025، تم الإفراج عن خالدة جرار، لتعود إلى حياتها ولكن بعد عام من المعاناة القاسية.