
علماء يحققون تقدماً واعدًا في تنقية الدم من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة باستخدام تقنية طبية متطورة

في إنجاز طبي لافت، كشف باحثون عن إمكانية استخدام تقنية طبية معروفة تُستخدم في المستشفيات حاليًا لتنقية الدم من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، التي باتت تغزو أجسام البشر عن طريق الهواء والماء والطعام، مسببةً مخاوف صحية متزايدة.
وتعتمد التقنية الجديدة على فصل مكونات الدم، وتحديدًا تنقية البلازما من المواد الضارة، وهي تقنية أثبتت نجاحها سابقًا في علاج أمراض مناعية وعصبية، إلى جانب مرض "كوفيد الطويل" وبعض أنواع السرطان.
وبحسب الدراسات الأولية، فإن هذه التقنية قد تُستخدم لتصفية الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وهي جزيئات يقل حجمها عن 5 مليمترات، تنتشر بكثافة في البيئة، من عبوات المياه إلى الأقمشة الصناعية وحتى الهواء.
وأظهرت دراسة ألمانية حديثة خضع خلالها 21 مريضًا يعانون من متلازمة التعب المزمن لجولتين من هذا العلاج، وجود جزيئات بلاستيكية صناعية في السوائل المستخرجة من أجسامهم، بينها مواد مثل "البولي أميد" و"البولي يوريثين"، ما يشير إلى قدرة الجهاز على إزالة هذه الملوثات من الجسم.
ورغم أن الدراسة لم تحدد الكمية الدقيقة التي تم التخلص منها، ولم تُجرَ مقارنة بمستويات التلوث قبل العلاج، فإن النتائج الأولية تفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث الموسعة لفهم فعالية التقنية بشكل أكبر.
علاج تجريبي بأسعار مرتفعة.. والاهتمام يتزايد
ومع تزايد القلق العالمي من تأثير تراكم البلاستيك في الجسم، بدأت بعض العيادات الخاصة الترويج لعلاجات تجريبية تهدف إلى تنقية الدم من هذه الجزيئات. وفي لندن، تقدم عيادة "Clarify" جلسات تطهير دم متخصصة مقابل ما لا يقل عن 12,600 دولار للجلسة الواحدة، مستهدفة عملاء يبحثون عن وقاية صحية من تداعيات هذه الجزيئات الدقيقة.
البلاستيك يهاجم أعضاء الجسم الحيوية
وتؤكد تقارير علمية حديثة أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة باتت موجودة في أعضاء حيوية داخل الجسم البشري، من بينها الكبد والرئتان والكلى، بل وتم رصدها في المشيمة، والسائل الدماغي، والسائل المنوي، وحتى حليب الأم.
ويحذر خبراء من أن هذه الجسيمات قد تسهم في اضطرابات بالجهاز الهضمي والتنفسي والتناسلي، كما ترتبط بزيادة معدلات الالتهاب، والإجهاد التأكسدي، ما يرفع خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل السكري والسرطان والخرف، إضافة إلى مشكلات القلب والأوعية الدموية.
ورغم أن الأبحاث ما تزال في مراحلها التمهيدية، إلا أن هذه التطورات تشير إلى أفق جديد في محاربة التلوث البيولوجي المتزايد، ما يستدعي مزيدًا من الدعم البحثي والتشريعي لمواجهة الخطر الصامت الذي يهدد صحة الإنسان من الداخل.


استطلاع راى
هل ترى تعديل قانون الإيجار القديم كان خطوة في الاتجاه الصحيح؟
نعم
لا
اسعار اليوم
