الذهب مستقر محليًا ويتخطى 3300 دولار عالميًا.. فهل الوقت مناسب للاستثمار؟

يواصل الذهب استقراره في السوق المصري للأسبوع الثاني على التوالي، مدعومًا بقرار البنك المركزي بتثبيت أسعار الفائدة، في وقت تشير فيه توقعات مؤسسة Metals Focus البريطانية إلى أن أسعار المعدن النفيس ستظل مرتفعة عالميًا، متجاوزة مستوى 3300 دولار للأوقية حتى نهاية عام 2025.

هذا الاستقرار يُثير تساؤلات عدة في أوساط المستثمرين والأفراد: هل يعد التوقيت الحالي مناسبًا للدخول في استثمارات ذهبية؟

أسعار الذهب في السوق المحلي – السبت 12 يوليو 2025
بحسب آخر تحديثات الأسواق، جاءت أسعار الذهب في مصر كالتالي:

عيار 24: 5280 جنيهًا

عيار 21: 4620 جنيهًا

عيار 18: 3960 جنيهًا

عيار 14: 3080 جنيهًا

الجنيه الذهب: 36960 جنيهًا

وجاءت هذه الأسعار ثابتة على نفس مستوياتها المسجلة مطلع الأسبوع، والتي كانت قد ارتفعت يوم الإثنين الماضي بقيمة 20 جنيهًا للجرام في المتوسط.

أسعار الفائدة الثابتة تدعم استقرار السوق
وقد قرر البنك المركزي المصري في اجتماعه الأخير الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، وجاءت القرارات كالتالي:

سعر عائد الإيداع لليلة واحدة: 24%

سعر عائد الإقراض لليلة واحدة: 25%

سعر العملية الرئيسية والخصم: 24.5%

وهي خطوة ساعدت على تعزيز استقرار السوق المصري، لا سيما في أسواق الذهب.

الذهب عالميًا: فوق 3300 دولار والأفق مفتوح للصعود
على الصعيد العالمي، واصلت أسعار الذهب تسجيل مستويات قياسية، حيث بلغ:

العقود الفورية: 3355.91 دولارًا للأوقية

العقود الآجلة: 3364.00 دولارًا للأوقية

وبحسب تقرير Metals Focus، يُتوقع أن تبقى أسعار الذهب مدعومة بقوة خلال النصف الثاني من عام 2025، نظرًا لاستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي عالميًا، وتصاعد الطلب الاستثماري على الذهب كـ"مخزن للقيمة".

أسباب دعم الذهب عالميًا
حدّد التقرير عدة عوامل تدعم استمرار الصعود، أبرزها:

تصاعد الديون السيادية عالميًا، خاصة في الولايات المتحدة، التي تجاوزت ديونها العامة 37 تريليون دولار.

ارتفاع عجز الميزانية الأمريكية المتوقع بنحو 4 تريليونات دولار خلال السنوات العشر المقبلة.

زيادة المعروض من السندات الحكومية، ما قد يرفع عوائدها ويضعف جاذبية الدولار.

تراجع الثقة في استقلالية البنك المركزي الأميركي بسبب سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب.

ارتفاع معدلات التضخم المحتمل نتيجة الرسوم الجمركية الأمريكية، ما يعزز من احتمالات "الركود التضخمي".

هل يشهد الذهب تراجعًا مؤقتًا؟
رغم المؤشرات الإيجابية، أشار التقرير إلى احتمال حدوث بعض التراجعات الفنية قصيرة الأجل، نتيجة "تشبع مراكز الشراء"، لكن المؤسسة أكدت أن هذه الضغوط بدأت بالفعل في التراجع منذ مطلع يوليو، وهو ما قد يُعيد الزخم الصاعد.

هل الوقت مناسب للاستثمار في الذهب؟
مع استمرار استقرار السوق المحلي وارتفاع الأسعار عالميًا، يرى كثير من المحللين أن الذهب ما زال يحتفظ بجاذبيته كاستثمار آمن، خاصة في ظل التقلبات الجيوسياسية، وغياب بدائل استثمارية منخفضة المخاطر بنفس القدر.

ومع توقعات بعدم انخفاض السعر دون 3300 دولار حتى نهاية العام، فإن الدخول في استثمار متوسط إلى طويل الأجل في الذهب قد يكون خيارًا مناسبًا، بشرط مراعاة توقيت الشراء وتطورات السوق العالمية.