
مخطوطة "رصد القمر" تعيد أمجاد علم الفلك الإسلامي من جناح الأزهر في معرض مكتبة الإسكندرية
في إطار فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، لفت جناح الأزهر الشريف الأنظار بعرضه لمخطوطة نادرة تعود للعالِم الفلكي المسلم ابن يونس المصري، تحت عنوان "رصد القمر"، والتي تُعد من أبرز الشواهد التاريخية على إسهامات المسلمين في علوم الفلك.
المخطوطة، التي أذهلت الزوار بدقتها ومحتواها العلمي، تعكس حجم التقدم الذي بلغه علم الفلك الإسلامي، إذ وثّق فيها ابن يونس ملاحظاته الدقيقة لحركة القمر، وظاهرتي الكسوف والخسوف، إلى جانب إسهاماته في تحديد ميل دائرة البروج وتطوير أدوات الرصد الفلكي. كما قدّم من خلالها قوانين رياضية أسهمت في تسهيل الحسابات الفلكية المعقدة على العلماء في عهده.
وإلى جانب "رصد القمر"، يعرض الجناح أيضًا العمل الفلكي الأشهر لابن يونس، "الزيج الحاكمي"، والذي ظل مرجعًا معتمدًا لفترة طويلة في مصر في حساب التقاويم والظواهر السماوية، ويحتوي على فصول تفصيلية لرصد القمر.
جناح الأزهر، الذي يقع هذا العام بالقرب من القبة السماوية داخل مكتبة الإسكندرية، يمتد على مساحة واسعة تتضمن أركانًا متخصصة وإصدارات فكرية حديثة تهدف إلى ترسيخ الوعي الديني والثقافي لدى الزوار، في تأكيد على الدور المتجدد الذي يلعبه الأزهر في نشر الفكر الوسطي والحفاظ على الهوية الروحية والثقافية للمجتمع.
هذا الحضور المميز لمخطوطات تراثية في معرض الكتاب يعكس حرص الأزهر على إبراز مساهمات الحضارة الإسلامية في العلوم المختلفة، ويعيد إلى الأذهان المكانة التي بلغها العلماء المسلمون في مجالات دقيقة مثل علم الفلك.
