وزير الخارجية: مصر ركيزة الاستقرار ولن تتخلى عن مسؤولياتها الإقليمية

أكد وزير الخارجية والهجرة، الدكتور بدر عبدالعاطي، أن الحديث عن تراجع أو تهميش للدور المصري في المنطقة هو "محض وهم"، موضحًا أن من يروج لذلك يتجاهل الحقائق الجيو-استراتيجية التي تجعل من مصر ركيزة أساسية للاستقرار في الشرق الأوسط.

وفي تصريحات صحفية أدلى بها على هامش مؤتمر المصريين بالخارج، شدد عبدالعاطي على أن الدور المصري في القضايا الإقليمية، لا سيما القضية الفلسطينية، ليس محلاً للتشكيك، بل هو واقع تثبته الجغرافيا والتاريخ والديموغرافيا، فضلًا عن القيادة السياسية الحكيمة برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقال عبدالعاطي: "مصر لن تتهاون أو تتراجع عن أداء دورها. هذه مسؤولية نابعة من إدراك عميق بأن أمن مصر واستقرارها مرتبط بشكل وثيق بأمن الإقليم"، مضيفًا أن التنمية المنشودة لن تتحقق دون بيئة إقليمية مستقرة.

وأشار الوزير إلى أن القاهرة تتحمل مسؤولياتها تجاه الأشقاء الفلسطينيين والسودانيين والليبيين والسوريين واليمنيين، إضافة إلى شركائها في القارة الإفريقية، موضحًا أن تقاعس مصر عن هذا الدور سيُفضي حتمًا إلى فرضه عليها.

وفيما يتعلق باتهامات التقصير بحق مصر في ما يخص معبر رفح، أوضح عبدالعاطي أن المعبر يعمل بشكل متواصل من الجانب المصري، بينما الجانب الفلسطيني منه دُمر بفعل الاحتلال الإسرائيلي، منتقدًا تجاهل الرأي العام العالمي لوجود خمسة معابر إسرائيلية تتحكم في دخول المساعدات إلى غزة.

ورأى عبدالعاطي أن بعض الجهات المسيئة لمصر تنقسم إلى فئتين: الأولى مغرر بها وتفتقر إلى معلومات دقيقة، والثانية تسعى لتشويه صورة الدولة المصرية، مدفوعة بأجندات جماعات متطرفة، تخدم في نهاية المطاف مصالح الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد الوزير أن العلاقات المصرية-الأمريكية في أفضل حالاتها، مشيرًا إلى شراكة استراتيجية تتعزز في ضوء التحديات الإقليمية غير المسبوقة، وأن واشنطن تدرك تمامًا أهمية الدور المصري في استقرار المنطقة.

وأوضح عبدالعاطي أن مصر لا تنتظر المبادرات المفروضة، بل تقود جهودًا عربية وإقليمية لصياغة رؤية أمنية شاملة لمنطقة الشرق الأوسط، بالتعاون مع أطراف فاعلة مثل تركيا والدول الكبرى كأمريكا وروسيا والصين.

وبخصوص جهود وقف إطلاق النار في غزة، أشار إلى أن مصر تواصل مساعيها رغم التراجع المتكرر من بعض الأطراف، وأن مؤتمر القاهرة المرتقب لإعادة إعمار غزة سيطرح تصورًا متكاملًا للترتيبات الأمنية والإدارية في القطاع، بما في ذلك إمكانية نشر قوات دولية، حال توفر أفق سياسي واضح يقود إلى دولة فلسطينية مستقلة.

وفي السياق الإفريقي، شدد الوزير على أن مصر تتبنى الآن مقاربة شاملة في تعاملها مع القارة، ترتكز على الشراكة الاقتصادية وتوطين الصناعة، وليس فقط على قضية المياه، مؤكدًا أن القارة تمثل مستقبل النمو للاقتصاد المصري.

واستعرض عبدالعاطي الجولة الأخيرة التي شملت ست دول بغرب إفريقيا، بمشاركة 30 شركة وهيئات حكومية مصرية، مشيرًا إلى أن مصر تنافس بقوة في مجالات البنية التحتية والطاقة والصناعات الدوائية. كما أشاد بمشروع سد جوليوس نيريري في تنزانيا، معتبرًا أنه نموذج ناجح للشراكة المصرية خارج الحدود.