

تصاعد تهديد داعش في أفريقيا وسط تراجع اهتمام واشنطن.. التفاصيل الكاملة
في ظل تصاعد الهجمات الإرهابية في القارة السمراء، يحذر خبراء أمريكيون من التهديد المتزايد الذي يشكله تنظيم داعش في أفريقيا، مؤكدين أن هذا الخطر لا يقتصر على دول القارة فحسب، بل قد يمتد ليطال الولايات المتحدة وأوروبا في المستقبل القريب.
وبحسب تقرير نشرته مجلة نيوزويك، فقد كثّف تنظيم داعش والجماعات المسلحة المتحالفة معه عملياتهم في مناطق متفرقة بأفريقيا، بما في ذلك هجمات دامية في منطقة الساحل وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث استهدف التنظيم كنائس ومواقع عسكرية، وأسفر أحد الهجمات عن مقتل عدد من الجنود في بوركينا فاسو.
ويرى محللون أن التنظيم يستغل الصراعات المحلية المزمنة وانعدام الأمن في دول أفريقية عدة لتعزيز نفوذه، مما يجعل احتوائه أكثر تعقيدًا.
وحذر أحد الخبراء الأمنيين الأميركيين – رفض الكشف عن هويته – من أن هذا التصاعد قد يتطور إلى تهديد عالمي، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها.
وفي هذا السياق، أكد الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، أن داعش "إذا تُرك دون رادع، فسيشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأميركي".
ورغم بعض الجهود الدبلوماسية التي بذلتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، بما في ذلك وساطة في اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، إلا أن القضية لم تحظَ بالأولوية السياسية المطلوبة، مقارنة بملفات دولية أخرى.
وأشار المحلل الأمني كونفيدنس ماكهاري من شركة "إس بي مورغان إنتليجنس" إلى أن التحول في السياسة الأميركية من محاربة الإرهاب إلى التركيز على التنافس الجيوسياسي والاقتصادي، سمح للجماعات المسلحة بالتوسع في فراغ أمني واضح.
وأوضح أن استهداف داعش لمناطق غنية بالموارد قد يُعرض مصالح واشنطن الاقتصادية في أفريقيا للخطر، مشيرًا إلى هشاشة الموقف الأميركي في حال تصاعدت الهجمات على البنى التحتية الحيوية.
أفريقيا.. الجبهة المتقدمة للإرهاب العالمي
ومن جهته، وصف جيه بيتر فام، المبعوث الأميركي السابق لمنطقة البحيرات العظمى والساحل، أفريقيا بأنها أصبحت "الخط الأمامي للإرهاب العالمي"، مشيرًا إلى أن القارة سجلت النسبة الأكبر من وفيات الإرهاب في السنوات الثلاث الأخيرة، وأكثر من نصفها في منطقة الساحل وحدها.
وأكد فام أن تنظيم داعش في أفريقيا أصبح يمتلك قدرة متزايدة على السيطرة على أراضٍ شاسعة أو منع الحكومات من بسط سلطتها في عدد كبير من المناطق، لافتًا إلى تنامي خطورة فروع التنظيم من الساحل إلى الصومال وشرق الكونغو وموزمبيق.
