

الهند: شراكة إستراتيجية متنامية مع مصر وخطط لتوسيع التعاون في الاقتصاد والتكنولوجيا
أعلن سفير الهند في القاهرة، سوريش ريدي، أن العلاقات المصرية الهندية تشهد طفرة غير مسبوقة، مدفوعة بالتقارب السياسي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، مشيراً إلى أن اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الموقعة عام 2023 وضعت أسساً قوية للتعاون في السياسة والاقتصاد والطاقة والتكنولوجيا.
وأوضح ريدي، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة احتفال بلاده بالذكرى الـ79 للاستقلال، أن مصر تمثل أحد أهم شركاء الهند في المنطقة، مؤكداً أن الجانبين يمتلكان إمكانات هائلة لمضاعفة التعاون في مجالات التجارة والاستثمار، مع التوسع في مجالات حديثة مثل التكنولوجيا الخضراء والتحول الرقمي.
وأشار السفير إلى تبادل مكثف للزيارات الرسمية خلال العام الجاري، شمل ثلاث زيارات وزارية من الجانب المصري وزيارة وفد برلماني هندي رفيع المستوى إلى القاهرة في يونيو الماضي، حيث أجرى لقاءات موسعة مع مسؤولين مصريين ومؤسسات المجتمع المدني.
كما تطرق ريدي إلى التضامن المتبادل في الأزمات، لافتاً إلى موقف الرئيس السيسي المساند للهند عقب الهجوم الإرهابي في باهالجام أبريل الماضي، مشدداً على أن البلدين يتعاونان بشكل وثيق في مكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات الإلكترونية واستخدام التكنولوجيا لأغراض إرهابية، بما في ذلك الطائرات المسيرة والعملات المشفرة.
وفي الشق الاقتصادي، أوضح السفير أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 5.2 مليار دولار، مع فرص كبيرة لزيادته من خلال تعزيز الصادرات المصرية من الفواكه والأسمدة، وتوسيع الصادرات الهندية إلى مصر في مجالات المعدات والمنتجات الطبية والغذائية.
وكشف أن الاستثمارات الهندية في مصر تجاوزت 4 مليارات دولار، وفرت نحو 40 ألف فرصة عمل مباشرة، مشيراً إلى أن شركة "تي.سي.آي. سنمار" تُعد أكبر المستثمرين الهنود باستثمارات وصلت إلى 1.6 مليار دولار في صناعة PVC والصودا الكاوية.
كما أكد على أهمية التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، مبيناً أن الهند تمكنت من إنتاج أكثر من نصف احتياجاتها الكهربائية من مصادر غير الوقود الأحفوري، بطاقة متجددة تصل إلى 242 جيجاوات.
واختتم ريدي بالتأكيد على أن البلدين، كدولتين بارزتين في الجنوب العالمي، يتفقان على أولويات مشتركة مثل أمن الغذاء والطاقة والتحول الرقمي العادل، ويسعيان معاً لتعزيز تمثيل الدول النامية في النظام العالمي.
