وول ستريت جورنال: أوكرانيا مهددة بخسارة أراضٍ وانزلاق نحو "تسوية مؤلمة" مع روسيا

تناولت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تحليل موسع مستقبل الحرب الأوكرانية، مشيرة إلى أن أي تسوية محتملة للصراع قد تفرض على كييف القبول بخسارة أراضٍ ضمّتها روسيا خلال السنوات الماضية، وهو ما يضع القيادة الأوكرانية أمام خيارات صعبة تتعلق بالسيادة والبقاء.

وبحسب التقرير، فإن كييف باتت أكثر إدراكًا لحدود قوتها العسكرية، خاصة بعد فشلها في استعادة مناطق واسعة في الشرق والجنوب الأوكراني، ما يجعل خيار التنازل عن بعض الأراضي أمرًا مطروحًا على الطاولة. 

وأوضحت الصحيفة أن السيناريو الأقرب هو تجميد خطوط التماس الحالية، بحيث تبقى روسيا مسيطرة على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، في وضع شبيه باتفاق الهدنة الكورية عام 1953.

وترى الصحيفة أن التهديد الأكبر لا يكمن فقط في فقدان هذه المناطق، بل في تراجع قدرة الدولة الأوكرانية على الصمود أمام التفوق العسكري الروسي، وهو ما قد يفرض إعادة صياغة السياسات الداخلية والخارجية لكييف بما يراعي مصالح موسكو بشكل أو بآخر.

ويأتي هذا الطرح في وقت تميل فيه الكفة ميدانيًا لصالح روسيا، وسط إنهاك كبير للقوات الأوكرانية بعد أكثر من عامين من القتال المستمر، حيث تكبدت كييف خسائر بشرية ومادية ضخمة تضعف من قدرتها على الاستمرار في الحرب بنفس الوتيرة.

ويرى مراقبون أن استمرار الحرب دون أفق واضح يضع أوكرانيا أمام معضلة وجودية، بين الانخراط في حرب استنزاف طويلة أو القبول بتسوية سياسية "مؤلمة" تمسّ بسيادتها. 

كما أن الغرب، بحسب التقرير، قد يجد نفسه تحت ضغوط متزايدة لدفع كييف نحو القبول بتسوية، خصوصًا مع تزايد الأصوات الأوروبية التي تنادي بوقف الحرب وتوجيه الموارد نحو معالجة الأزمات الداخلية.

غير أن بعض الخبراء يحذرون من أن أي تنازل إقليمي قد يُنظر إليه كانتصار استراتيجي لروسيا، الأمر الذي قد يعيد رسم موازين القوى في أوروبا الشرقية ويفتح شهية موسكو لتوسيع نفوذها الجيوسياسي. 

وهذا السيناريو، وفقًا للتحليل، يثير قلق دول الجوار التي قد تتجه نحو سياسات أكثر تشددًا خشية أن تواجه المصير ذاته.