

كولومبيا: احتجاز 34 جنديًا رهينة يعكس مستوى قياسيًا من العنف

أعلنت السلطات الكولومبية، اليوم الأربعاء، عن احتجاز 34 جنديًا رهينة في منطقة غوافياري جنوب البلاد، في تصعيد جديد للتوترات والصراع مع الجماعات المنشقة عن القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك).
وقال وزير الدفاع الكولومبي، بيدرو سانشيز، في مؤتمر صحفي: "ما حدث هو عمل إجرامي غير قانوني نفذه أشخاص يرتدون ملابس مدنية ويزعمون احتجاز عسكريين"، مضيفًا أن الجماعة المحتجزة تستغل المدنيين للضغط على الحكومة، حيث تطالب بإعادة جثث منشقين عن الفارك مقابل إطلاق سراح الرهائن.
وأوضح سانشيز أن الحكومة الكولومبية تبذل "كل ما في وسعها لتحييد التهديدات الأمنية وحماية المدنيين والعسكريين على حد سواء"، مؤكداً أن هذه العمليات تُعد أكبر عملية احتجاز للجنود في تاريخ البلاد الحديث.
وأكد راديو "فرنسا الدولي" أن الهجوم نفذته جماعة منشقة عن الفارك، مشيرًا إلى أن المدنيين هم من تم استغلالهم في العملية. وأسفر القتال الأخير عن مقتل عشرة منشقين عن الفارك وأسر اثنين منهم، في وقت كثف فيه الجيش عملياته ضد هذه الجماعة منذ الأسبوع الماضي.
وجاءت هذه الحوادث بعد سلسلة هجمات عنيفة، منها:
تفجير شاحنة في كالي في 22 أغسطس، أودى بحياة ستة أشخاص وأصاب 60 آخرين.
مقتل 13 شرطياً بالقرب من ميديلين، ثاني أكبر مدينة في البلاد، خلال تبادل لإطلاق النار، حيث استخدمت الجماعة طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات لاستهداف مروحية أثناء دورية للقضاء على نبات الكوكا.
ويشهد الوضع الأمني في كولومبيا أسوأ أزمة عنف منذ عقد، حيث تعتمد الجماعات المسلحة بشكل متكرر على اختطاف المدنيين والجنود كوسيلة ضغط، مستغلة القوانين التي تمنع قوات الأمن من مهاجمة المدنيين.
ويعد احتجاز هذا العدد الكبير من الجنود سابقًا غير مسبوق في تاريخ البلاد، ما يعكس تصاعد مستوى العنف والتوترات الأمنية بشكل قياسي.
