

المفوضة الأوروبية: إسرائيل تمنع المساعدات عن غزة والمجاعة باتت إبادة جماعية معلنة
أطلقت المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية، حاجة لحبيب، تحذيرًا شديد اللهجة بشأن الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، متهمةً إسرائيل بوضع عراقيل ممنهجة أمام دخول المساعدات الإنسانية، وذلك قبل أيام قليلة من القمة المقررة في نيويورك حول حل الدولتين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي مقابلة مع قناة "آر تي بي أف" البلجيكية، أكدت لحبيب أن الاتحاد الأوروبي يطالب منذ عامين بفتح ممرات آمنة ودون عوائق لوصول الإغاثة، مشيرة إلى أن الوضع بلغ ذروته مع إعلان المجاعة في يوليو الماضي، حيث يواجه ما يقرب من 600 ألف فلسطيني خطر الموت جوعًا، بينما يعاني ملايين آخرون من نقص حاد في الغذاء والإمدادات الطبية.
وأضافت أن مئات الشاحنات الأوروبية المحملة بالمساعدات، بما في ذلك مواد غذائية أساسية وأدوية، ما تزال عالقة على أبواب القطاع منذ 12 سبتمبر، ما أدى إلى تفاقم المأساة الإنسانية. وانتقدت بشدة اللجوء إلى عمليات الإنزال الجوي، ووصفتها بغير الفعالة، حيث تتعرض المساعدات للتلف والانفجار وتثير الفوضى أثناء توزيعها.
وأشارت المسؤولة الأوروبية إلى أن إعلان المجاعة في غزة يُعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط، لافتة إلى أن المرات الأربع السابقة التي شهد فيها العالم مثل هذه الكارثة كانت جميعها في إفريقيا. وقالت: "المأساة هذه المرة من صنع الإنسان، وكان يمكن تجنبها لو سُمح لنا بالوصول وتوزيع المساعدات."
وعن توصيف ما يجري، أكدت لحبيب أن الأمر لا يتعلق بآراء شخصية، بل يستند إلى تقارير رسمية صادرة عن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، والتي خلصت قبل أيام إلى أن ما يحدث في غزة يرقى إلى إبادة جماعية، موضحة أن مدينة غزة التي تضم أكثر من مليون نسمة تعيش أوضاعًا مأساوية تحت أوامر إخلاء عسكرية وانعدام تام لمناطق آمنة.
وفيما يتعلق بالإجراءات الأوروبية، كشفت المفوضة أن المفوضية الأوروبية تدرس تعليق الامتيازات التجارية الممنوحة للبضائع الإسرائيلية بموجب اتفاقية الشراكة، وهو ما سيجعل تصديرها إلى السوق الموحدة أقل جاذبية. كما أشارت إلى وجود مناقشات بشأن تدابير إضافية، رغم معارضة بعض الدول الأعضاء مثل ألمانيا وإيطاليا.
كما شددت على أن الوضع الراهن يتطلب خطوات سياسية جريئة، مؤكدة أن الاعتراف بدولة فلسطين يجب أن يكون أكثر من مجرد إشارة رمزية، بل مدخلاً لتطبيق حل الدولتين بشكل واقعي، يضمن استقلالًا إقليميًا، وحكمًا ذاتيًا اقتصاديًا، وأمنًا حقيقيًا للشعب الفلسطيني.
واختتمت لحبيب تصريحاتها بالقول: "لسنا بحاجة إلى اعتراف بعد الوفاة، بل إلى خطوات عاجلة تضع الأساس لسلام عادل ومستدام. مؤتمر نيويورك يجب أن يخرج بخطة سلام شاملة تجعل حل الدولتين حقيقة ملموسة."
