

جون بولتون يواجه السجن 180 عامًا بتهم تسريب وثائق أمن قومي أمريكية
يواجه جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأولى، خطر السجن لمدة قد تصل إلى 180 عامًا، بعد أن وجهت إليه السلطات الأمريكية 18 تهمة تتعلق بالاحتفاظ غير القانوني بمعلومات تخص الدفاع الوطني ونقلها إلى أطراف غير مصرح لها.
ووفقًا لما ورد في لائحة الاتهام، فإن بولتون متهم بمشاركة أكثر من 1000 صفحة من وثائق حكومية حساسة مع عدد من أفراد أسرته، من بينهم زوجته وابنته، دون الحصول على التصاريح الأمنية اللازمة، فيما اعتبره المدعون العامون انتهاكًا خطيرًا لقوانين الأمن القومي.
وأضافت التحقيقات أن بولتون استخدم بريده الإلكتروني الشخصي في تبادل تلك المعلومات، قبل أن يتعرض حسابه لاحقًا للاختراق من قبل جهات يعتقد أنها إيرانية. وذكرت لائحة الاتهام أن الاختراق كشف محتوى مراسلاته التي تضمنت تفاصيل حساسة حول أنشطة الحكومة الأمريكية خلال فترة عمله في البيت الأبيض.
وفي أول تعليق له على الاتهامات، نفى بولتون كل ما نُسب إليه، معتبرًا أنه أصبح "أحدث ضحية لتسليح وزارة العدل الأمريكية" من قبل ترامب ضد معارضيه السياسيين. وقال في بيان رسمي: "لقد أصبحت آخر هدف لتسليح وزارة العدل لتوجيه اتهامات باطلة لمن يعتبرهم ترامب أعداءه"، مضيفًا أن الاتهامات الحالية "تعتمد على مزاعم قديمة تم رفضها أو تحريفها في السابق".
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) قد داهم منزل بولتون ومكتبه في أغسطس الماضي، بعد الاشتباه في احتفاظه بمعلومات مصنفة تتعلق بالدفاع الوطني، يُعتقد أن بعضها ورد في كتابه الشهير "الغرفة التي حدث فيها ذلك"، الذي نُشر عام 2020. وأشار بولتون إلى أن الكتاب خضع لمراجعة أمنية رسمية قبل نشره، مؤكدًا أن كل محتواه تمت الموافقة عليه من الجهات المختصة.
كما كشفت التحقيقات أن ممثلًا عن بولتون أبلغ الـFBI في يوليو 2021 بتعرض أحد حساباته للاختراق من قبل إيران، وهو ما أكده لاحقًا بولتون في تصريحاته، مشيرًا إلى أن المكتب كان "على علم كامل" بالحادثة.
ووفقًا لصحيفة ذا هيل الأمريكية، فإن كل تهمة من التهم الثماني عشرة قد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 10 سنوات، ما يعني أن بولتون يواجه نظريًا عقوبة إجمالية قد تبلغ 180 عامًا.
يُذكر أن بولتون شغل منصب مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب لمدة 17 شهرًا فقط، قبل إقالته عام 2019 إثر خلافات حادة مع الرئيس حول ملفات إيران وأفغانستان وكوريا الشمالية. كما يعد من أبرز المنتقدين لترامب بعد مغادرته الإدارة، وهو ما اعتبره البعض أحد أسباب استهدافه الحالي.
