
دار الإفتاء توضح حكم الوضوء قبل النوم وتؤكد: مستحب وليس واجبًا
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم الوضوء قبل النوم، وقبل تناول الطعام، وعند معاودة الجماع، مؤكدة أن الوضوء في هذه الحالات يُعد من السنن المستحبة وليس واجبًا شرعًا، وفقًا لما ذهب إليه جمهور الفقهاء.
وقالت الدار في بيان توضيحي، إن الوضوء قبل النوم أو الأكل أو معاودة الجماع من الأعمال التي يُثاب المسلم عليها ولا يأثم بتركها، مشيرة إلى أن النصوص الشرعية أكدت فضل الوضوء لما فيه من تطهير للبدن والروح، واستحضار للنية والطاعة.
وأضافت دار الإفتاء أن الوضوء من أسباب محبة الله تعالى ومغفرته للذنوب، مستشهدة بقول الله سبحانه وتعالى: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ»، وبحديث النبي ﷺ: «إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن، فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء...» إلى آخر الحديث الذي يبيّن فضل الطهارة وأثرها في تكفير الذنوب.
وتابعت الدار أن النبي ﷺ حثّ على الوضوء قبل النوم، حيث قال في الحديث الشريف: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن...»، موضحة أن هذا الفعل من السنن النبوية التي يُستحب للمسلم المحافظة عليها، لما فيها من بركة وأجر عظيم.
وأشارت الإفتاء إلى أن جمهور العلماء حملوا الأمر الوارد في الأحاديث على الندب والاستحباب، لا الوجوب، لأن الطهارة فُرضت لأحوال التعظيم كالصلاة، وليس للعادات كالأكل أو النوم.
كما نقلت عن الإمام ابن بطال أن الوضوء عند النوم مندوب إليه لأنه قد يكون آخر عمل يقوم به المسلم قبل نومه، فيُختم يومه على طهارة ودعاء، وهو ما كان يحرص عليه الصحابة رضوان الله عليهم اقتداءً بالنبي ﷺ.
واستشهدت الدار بعدد من الأحاديث النبوية التي تدل على استحباب الوضوء في هذه المواضع، منها ما رواه مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها: «أن رسول الله ﷺ كان إذا أراد أن يأكل أو ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة»، وكذلك حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه: «أن رسول الله ﷺ رخّص للجنب إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أن يتوضأ وضوءه للصلاة».
وفي ختام بيانها، أكدت دار الإفتاء أن الوضوء للنوم أو الأكل أو معاودة الجماع من السنن المستحبة التي يُؤجر المسلم عليها، وليس واجبًا شرعًا، مشددة على أهمية المحافظة على الطهارة باعتبارها من سمات المؤمنين ووسيلة لنيل رضا الله ومغفرته.
