كنوز الفراعنة تتألق في المتحف المصري الكبير.. رحلة عبر 100 ألف قطعة تروي مجد حضارة خالدة
يُعد المتحف المصري الكبير تحفة فنية ومعمارية عالمية، وأكبر صرح أثري مخصص لحضارة واحدة في التاريخ. إلا أن ما يمنحه قيمته الحقيقية هو كنوزه التي لا تقدر بثمن، والتي تسرد فصولًا ممتدة من تاريخ مصر الممتد عبر سبعمائة ألف عام.
يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين القبطي والإسلامي، مرتبة وفق أحدث تقنيات العرض المتحفي لتمنح الزائر تجربة تفاعلية تربط بين الماضي والحاضر في تناغم بصري مدهش.
وفي مقدمة هذه الكنوز تتربع مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة، التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد منذ اكتشاف مقبرته عام 1922. وتضم أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية نادرة، من بينها القناع الذهبي الشهير، والعجلات الحربية، والتمائم والمجوهرات، وخاتم الملك الذهبي، وأجنّته المحنطة التي لم تُعرض من قبل.
أما البهو العظيم، فيشكل بوابة المتحف المهيبة، حيث يستقبل الزوار تمثال الملك رمسيس الثاني في مشهد يحاكي عظمة الفراعنة، محاطًا بمجموعة ضخمة من التماثيل والقطع المعمارية التي كانت تزين معابد الملوك في العصور القديمة.
ويأتي الدرج العظيم كأحد أكثر أجنحة المتحف إثارة للانبهار، إذ يصطف على جانبيه نحو 59 قطعة أثرية ضخمة تجسد تطور فن النحت والعمارة عبر العصور المصرية، من رؤوس الآلهة إلى الأعمدة الملكية والتيجان الحجرية المزخرفة.
كما يضم المتحف مركب الملك خوفو، أقدم أثر عضوي في التاريخ الإنساني، والذي جرى عرضه بطريقة علمية حديثة تحافظ على سلامته وتروي قصته عبر شاشات عرض رقمية متطورة.
ولا يمكن تجاهل المسلة المعلقة، التي صُممت بأسلوب هندسي مبتكر يتيح للزوار مشاهدة النقوش أسفلها لأول مرة، في مشهد يجمع بين عبقرية المصري القديم وروح الإبداع الحديث.
وبهذه الكنوز الفريدة، يتحول المتحف المصري الكبير إلى أكبر معرض مفتوح للحضارة المصرية، ومركز ثقافي عالمي يعيد إحياء روائع الفراعنة، ليبقى شاهدًا خالدًا على عظمة المصريين عبر العصور.









