الجمعة 24 أكتوبر 2025 | 07:40 م

الأمم المتحدة تحذر من كارثة بيئية في غزة بسبب تلوث الأنقاض بمادة الأسبستوس المسرطنة

شارك الان

حذّرت الأمم المتحدة من أزمة بيئية وصحية خطيرة تهدد حياة سكان قطاع غزة، نتيجة تلوث كميات ضخمة من الركام بمادة الأسبستوس — أو الإسبست — التي تُعد من أخطر المواد المسرطنة في العالم.

وأوضح برنامج تحليل الأقمار الصناعية (أونوسات) التابع للأمم المتحدة، أن الحرب المستمرة منذ عامين أدت إلى تدمير أو تضرر نحو 193 ألف مبنى حتى الثامن من يوليو 2025، أي ما يعادل 78% من مباني القطاع التي كانت قائمة قبل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

وأشار التقرير إلى أن ما يقارب 4.9 مليون طن من الأنقاض الناتجة عن الدمار قد تكون ملوّثة بمادة الأسبستوس التي كانت تُستخدم في الأبنية القديمة، ما يشكّل خطرًا مباشرًا على حياة المدنيين والعاملين في إزالة الركام.

وأكد خبراء الأمم المتحدة أن استنشاق ألياف الأسبستوس يسبب أمراضًا خطيرة مثل سرطان الرئة وتليّف الغشاء البلوري، لافتين إلى أن التعامل مع هذه المواد يتطلب خطة دقيقة لإدارة النفايات الملوثة وتدابير سلامة صارمة لحماية العاملين من التعرّض المباشر.

كما حذّر التقرير من أن إزالة الأنقاض بشكل عشوائي ودون إشراف متخصص قد يؤدي إلى انتشار الألياف السامة في الهواء والتربة، وهو ما قد يُفاقم الأزمة الصحية ويحوّل القطاع إلى بؤرة تلوث بيئي طويلة الأمد.

الأسبستوس هو مجموعة من المعادن الليفية الطبيعية المقاومة للحرارة والعوامل البيئية، وقد استُخدم لعقود في مواد البناء والعزل ومفروشات مقاومة للحريق.

وعند تضرر هذه المواد أو تكسيرها، تنطلق ألياف دقيقة جدًا في الهواء، ويصبح استنشاقها خطرًا داهمًا يؤدي إلى أمراض مميتة تصيب الرئتين والغشاء البلوري.

وينقسم الأسبستوس إلى نوعين رئيسيين:

الكريسوتيل (الأسبستوس الأبيض)، وهو الأكثر شيوعًا في مواد البناء.

الأمفيبول، ويشمل الأسبستوس الأزرق والبني، ويُعتبر الأكثر سمّية وخطورة على الإطلاق.

ومن أبرز الأمراض الناتجة عن التعرض لألياف الأسبستوس:

سرطان الرئة، ويزداد خطر الإصابة به بين المدخنين.

الورم المتوسط، وهو نوع نادر من السرطان يصيب بطانة الرئتين أو البطن.

داء الأسبستوس (تليف الرئتين)، الذي يؤدي إلى ضعف دائم في التنفس.

الانصباب الجنبي (تجمع سوائل حول الرئتين) ومضاعفات تنفسية مزمنة أخرى.

ويؤكد الخبراء أن آثار الأسبستوس لا تظهر فورًا، بل تمتد لسنوات طويلة بعد التعرض، مما يجعل خطره «صامتًا» لكنه مستمر ومتزايد مع مرور الوقت.

وقدّر التقرير حجم الركام الناتج عن الحرب بأكثر من 61 مليون طن، ليجعل من غزة واحدة من أكثر مناطق العالم دمارًا قياسًا بمساحتها الصغيرة.

ودعت الأمم المتحدة إلى تدخل دولي عاجل لتقديم الدعم الفني واللوجستي في إزالة الأنقاض الملوثة، وتدريب فرق محلية متخصصة على التعامل مع المواد السامة، مؤكدين أن تجاهل هذه الأزمة قد يؤدي إلى كارثة بيئية وصحية تفوق آثار الحرب نفسها.

استطلاع راى

هل تعتقد أن القمة العربية ستنجح في تحقيق تضامن عربي حقيقي في القضايا الإقليمية؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 4725 جنيهًا
سعر الدولار 49.44 جنيهًا
سعر الريال 13.18 جنيهًا
Slider Image