السبت 13 ديسمبر 2025 | 03:23 م

أنقرة  تعود للتموضع كـ"وسيط ضروري" في الحرب الروسية–الأوكرانية


 تصريحات الرئيس التركي  رجب طيب إردوغان اليوم  بقوله لا ينبغي استخدام البحر الأسود كساحة معركة بل يلزم توفير ملاحة آمنة والسلام بين روسيا وأوكرانيا ليس ببعيد فضلا علي أن الرئيس التركي أعرب عن أمله في مناقشة خطة السلام بين أوكرانيا وروسيا مع ترامب بعد لقائه بوتين٠  

هذه التصريحات لإردوغان تعكس عودة أنقرة للتموضع بوضوح كـ«وسيط ضروري» في الحرب الروسية–الأوكرانية، لا كطرف منحاز ولا كمراقب محايد سلبي. 

التأكيد على أن البحر الأسود لا يجب أن يتحول إلى ساحة معركة ليس مجرد موقف أخلاقي، بل رسالة استراتيجية متعددة الأبعاد.

أولًا، البحر الأسود هو العمق الحيوي لتركيا اقتصاديًا وأمنيًا. أي تصعيد عسكري فيه يهدد الملاحة، الطاقة، وسلاسل الإمداد، ويضع تركيا مباشرة في قلب الصراع، وهو ما تسعى أنقرة لتجنبه منذ اندلاع الحرب عبر سياسة التوازن الدقيقة بين موسكو وكييف.

ثانيًا، حديث أردوغان عن أن السلام ليس ببعيد يحمل بعدًا دبلوماسيًا مقصودًا. هو لا يصف واقعًا قائمًا بقدر ما يصنع مناخًا سياسيًا يمهّد لفكرة أن نافذة التسوية ما زالت مفتوحة، في وقت تتزايد فيه مؤشرات الإرهاق العسكري والاقتصادي لدى الطرفين.

ثالثًا، الإشارة إلى مناقشة خطة السلام مع ترامب بعد لقاء بوتين تكشف عن إدراك تركي عميق لمعادلة القوة الحقيقية في هذا الملف:

موسكو طرف القرار الميداني.

واشنطن (خصوصًا في حال عودة ترامب أو تعاظم دوره) هي مفتاح الغطاء السياسي لأي تسوية.
أنقرة تسعى لأن تكون حلقة الوصل الوحيدة المقبولة لدى الطرفين.
الأهم هنا أن تركيا تحاول استثمار لحظة السيولة الدولية: انشغال الغرب بملفات أخرى، تراجع الحماسة الأوروبية للحرب، واحتمالات تغير المزاج الأمريكي. في هذا السياق، تطرح نفسها كضامن للملاحة، وممر للحلول، وليس كجزء من الاستقطاب الحاد.

الخلاصة:
تركيا لا تتحدث عن السلام بدافع المثالية، بل بدافع حماية مصالحها الاستراتيجية وتعزيز وزنها الدولي. وإذا تحقق أي اختراق في ملف أوكرانيا، فسيكون عبر مسار يشبه «نموذج البحر الأسود»: تهدئة محسوبة، مصالح متشابكة، ووسيط يعرف متى يتكلم ومتى يصمت٠

استطلاع راى

هل تؤيد منع الأطفال والمراهقين دون سن الـ 16 من استخدام منصات التواصل الاجتماعي في مصر؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5609 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image