الشقيقان برقوقة أنس وطارق حبيب.. عرائس ماريونيت في أيدي التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية
**دعم سارة ويلكينسون الممولة من أبو دية عبر شركة نون مالتي ميديا للإخوين برقوفة فضح الولاء للتنظيم الدولي
**الناشطة البريطانية المتهمة بتمويل الإرهاب كانت حلقة الوصل بين الإخوان في لندن وخلية بروكسل
منشور “رصد” الإخوانية.. اعتراف بولاء الأخوين برقوقة للجماعة من حيث أرادوا التضامن
**نشر الصور والبيانات من قلب التنظيم كشف علاقة الشقيقين برقوقة بشبكة التحريض العابرة للحدود
**منصات الجماعة تتغاضى عن قضايا الأنقسام الداخلي داخل صفوفها وتدعي الدفاع عن الحرية والكرامة
**من لندن إلى بروكسل.. صلاح عبد الحق يدير اللعبة بالخيوط الخفية
لم تكن حادثة اعتقال الشقيقين أنس وطارق حبيب في العاصمة البلجيكية بروكسل خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للاتحاد الأوروبي مجرد واقعة عرضية كما حاولت منصات الإخوان تصويرها، بل كشفت التحقيقات والتحليلات اللاحقة عن شبكة تمويل ودعم لوجيستي مرتبطة بـ«التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين» ومقره لندن، يقف خلفها صلاح عبد الحق – القائم بأعمال المرشد العام حاليًا – وعدد من رموز الجماعة المقيمين في أوروبا، وعلى رأسهم عبد الرحمن أبو دية الفلسطيني الحنسية والمتزوج من يهودية الذي يمول سارة ويلكينسون الناشطة البريطانية التي ارتبط اسمها بعدة قضايا تمويل ودعم لجماعات متطرفة عبر شركة نون مالتي ميديا التي يمتلكها أبو دية وتمول جميع شركات الجماعة الإرهابية في القارة العجوز.
يبدأ خيط كشف السجل السؤاسي الخفي للأخوين حبيب، بتتبع نشاط سلرة ويلنكسون التي تشرت في 24 أكتوبر الماضي، صفحة شبكة رصد الإخوانية، المعروفة بولائها لتيار التغيير أو الكماليون بقيادة محمد منتصر ويحيى موسى، منشورا على فيسبوك يفيد باعتقال أنس وطارق حبيب في بروكسل «بناء على طلب من الرئيس السيسي خلال زيارته للاتحاد الأوروبي»، كما جاء في نص المنشور نقلا عن الناشطة سارة ويلكينسون.
لكن اللافت في الأمر أن رصد لم تكتفِ بنقل الخبر، بل استخدمته كأداة تعبئة، مستعينة بصور للشقيقين أثناء وقوفهما أمام أحد مباني الاتحاد الأوروبي يحملان لافتات كتب عليها “Free Egypt”، ما كشف عن تحرك منظم لهما تحت غطاء النشاط الحقوقي المزعوم.
ذلك المنشور لم يكن إلا اعترافا ضمنيا بعلاقة الشقيقين بشبكة تمويل وتحريض تنشط في أوروبا لصالح جماعة الإخوان، إذ لم يكن من الممكن أن تصل صورهم وتصريحاتهم إلى ويلكينسون ورصد في وقت قياسي إلا عبر قنوات اتصال تنظيمية معدة مسبقا.
**سارة ويلكينسون.. الوجه الحقوقي للتمويل المشبوه
الناشطة البريطانية سارة ويلكينسون ليست مجرد متضامنة مع الإخوان كما يظن البعض، فقد ألقت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية القبض عليها في أغسطس 2024، ووجهت لها 12 تهمة تتعلق بـ«تمويل جماعات إرهابية، ونشر مواد دعائية لجماعات متطرفة، والتواصل مع عناصر في منظمات محظورة».
ورغم الإفراج عنها بكفالة في انتظار المحاكمة، فإنها استأنفت نشاطها عبر الإنترنت، مدعية الدفاع عن «المعتقلين السياسيين في مصر»، ومستخدمة خطابا إنسانيا ملتبسا يخفي دعما مباشرا لشبكات التنظيم الدولي، حيث كانت تتولى حسب تصريحات الدكتور الإعلامي حسام الغمري، منذ عام 2005 ملف دعم حماس بناء على أوامر التنظيم الدولي، إلا أن التنظيم أسند إليها مؤخرا ملف المعارضين للدولة المصرية بتمويل من أبو دية لها.
لا ينكر منصف أن منشورها عن اعتقال الشقيقين حبيب في بروكسل جاء استمرارا لتلك الشبكة من التضليل والتحريض، إذ أرفقته بوسم #FreeEgypt وادعت أن «الشرطة البلجيكية اعتقلتهما بطلب مصري»، وهو ما نفته لاحقا السلطات البلجيكية، مؤكدة أن الاعتقال تم بعد الاشتباه في التحريض على العنف ضد رئيس دولة أجنبية أثناء زيارة رسمية».
**من لندن إلى بروكسل.. صلاح عبد الحق يدير الخيوط
التحركات الأخيرة في بروكسل جاءت بتنسيق مباشر من جبهة لندن بقيادة صلاح عبد الحق، الذي يسعى إلى إعادة إحياء ما يسميه التنظيم «التحرك الحقوقي الموازي»، وهو أسلوب يعتمد على تجنيد شبان من الجاليات العربية في أوروبا للقيام بأنشطة احتجاجية رمزية وقت زيارات المسؤولين المصريين، لتبدو كأنها «مبادرات شعبية»، بينما هي في حقيقتها عمليات منظمة وممولة من صناديق تابعة للجماعة في بريطانيا وتركيا.
تلقى الشقيقان حبيب، وهما من أصول مصرية مقيمين في أوروبا، تلقيا دعماً مالياً ولوجيستيا عبر جمعية خيرية واجهة تابعة للتنظيم الدولي تُعرف باسم European Justice Network، وهي نفس الجمعية التي ورد اسمها بشأن تحويلات مالية مجهولة المصدر وصلت إلى حسابات تابعة لسارة ويلكينسون عام 2023، ما يؤكد وجود ربط في جهة التمويل لهم وجهة التكليف بالأوامر الصادرة عن قيادات التنظيم الدولي.
**حملة “300”.. واجهة “ميدان” وذراع التحريض
بالتزامن مع نشر «رصد» للخبر، أطلقت حملة “300” التابعة لحركة ميدان – وهي الكيان الإعلامي الذي أسسه الإرهابيان يحيى موسى، ومحمد إلهامي – هاشتاج #FreeAnasTarek، مصحوبًا بعبارات تحريضية ضد الدولة المصرية، ومقاطع فيديو تدعو للتظاهر أمام مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
ويعد هذا التزامن بين المنشورات في لندن وبروكسل وتركيا دليلا على وجود تنسيق إعلامي مركزي داخل التنظيم الدولي، إذ يتم بث الرسائل في وقت واحد وبمضمون موحد، ما يعكس وجود غرفة عمليات واحدة تُدير المشهد.
“ثورة المفاصل”.. واجهة السخرية المموهة
منصات أخرى محسوبة على الإخوان مثل صفحة “ثورة المفاصل” استخدمت أسلوبا مختلفا، إذ تبنت خطاب السخرية من اعتقال الشقيقين، مطالبة بالإفراج عنهما عبر وسم ساخر، وهذا الأسلوب الذي يبدو ظاهريا هزليا يخفي في جوهره رسائل تعبئة داخلية، تستهدف إعادة إحياء الحراك الإلكتروني للجماعة بعد سنوات من التراجع والانقسامات.
**قنوات الإخوان تحتفل بالتحريض
عقب الإفراج المؤقت عن الشقيقين من قبل السلطات البلجيكية، احتفلت قنوات “مكملين” و“الشرق” و“وطن” بالخبر باعتباره “انتصارا للحرية”، وتحدثت عن “قمع النظام المصري في أوروبا”، في محاولة لتصوير الواقعة كصدام بين «النظام» و«القيم الأوروبية».
لكن المتابعة الدقيقة لتغطية تلك القنوات كشفت عن تطابق في العبارات والمصطلحات، بل إن بعضها استخدم نفس النص الذي نشرته “رصد”، ما يشير إلى أن السيناريو الإعلامي كتب في غرفة واحدة، وأن الواقعة استغلت لتعزيز صورة الاضطهاد التي تحاول الجماعة تصديرها للغرب منذ سنوات.
التمويل.. من الجمعيات إلى الجيوب
أنشطة التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية في لندن يرصد التمويلات للأتشطة المعادية للدولة التي تمر عبر واجهات خيرية مسجلة قانونيًا، أبرزها جمعيات تعمل في مجالات “الدعوة” و“الإغاثة”، لكنها في الواقع تموّل أنشطة سياسية وتنظيمية.
وكان صلاح عبد الحق، ومحموظ الإبياري الأمين العام للتنظيم الدولي، وإبراهيم الزيات وزير مالية التنظيم الدولي مع عبد الرحمن أبو دية الفلسطيني الحنسية قد اعتمدوا ميزانية خاصة لما يسمى “المبادرات الميدانية في أوروبا”، تتجاوز 5 مليون جنيه إسترليني سنويا، وتُصرف نقدا أو عبر تحويلات صغيرة متفرقة يصعب تتبعها.
الشقيقان حبيب كانا جزءًا من هذا المخطط، حيث تلقيا دعوات سفر وتعويضات مالية مقابل مشاركتهما في “الوقفات الرمزية”، حيث يستغل التنظيم الدولي الشباب الباحثين عن الشهرة أو المقيمين بطريقة غير مستقرة، ويوفر لهم دعما ماليا لقاء تنفيذ نشاط محدد معادي للدولة.
**اختيار بروكسل ليس عشوائيا
اختيار بروكسل ليس عشوائيًا؛ فهي عاصمة الاتحاد الأوروبي ومقر مؤسساته السياسية، وتضم عددًا كبيرًا من المنظمات الحقوقية والإعلامية التي يستغلها التنظيم الدولي لترويج خطابه.
وفي كل مرة يزور فيها مسؤول مصري رفيع المستوى المدينة، يحرّك التنظيم خلاياه الإعلامية والشبابية لتنظيم فعاليات استفزازية، ثم يستخدم ردود الفعل لتوليد مواد دعائية ضد الدولة المصرية.
اللافت أن نفس السيناريو تكرر أثناء زيارة الرئيس السيسي لفرنسا عام 2021، حين نظمت مجموعات إخوانية وقفات مشابهة بتنسيق مع ناشطين أوروبيين مقربين من صلاح عبد الحق وسارة ويلكينسون.
**اعتراف غير مباشر
عندما احتفى الإخوان بإفراج السلطات البلجيكية عن الشقيقين، ظهر التناقض جليًا: فمن جهة زعموا أنهما “معتقلان ظلمًا”، ومن جهة أخرى نشروا صورًا وفيديوهات لهما أثناء التحريض ضد رئيس دولة أجنبية، وهي جرائم يعاقب عليها القانون الأوروبي.
هذا السلوك يكشف أن الجماعة لا تدافع عن حقوق الإنسان كما تدّعي، بل تستخدمها كغطاء سياسي للتجنيد والتمويل، وأن التضامن مع الشقيقين لم يكن سوى محاولة جديدة لتلميع واجهات التنظيم الدولي وتقديمه في ثوب “المنظمة الحقوقية”.
ما بين لندن وبروكسل واسطنبول، تمتد خيوط شبكة واحدة تستغل الشعارات الحقوقية لإدارة حرب إعلامية ضد مصر.
التحقيقات الأخيرة والاعترافات غير المباشرة من منشورات الإخوان أنفسهم تكشف أن الشقيقين أنس وطارق حبيب ليسا سوى واجهة لجيل جديد من أدوات التنظيم الدولي، فهما شباب يتقنون لغات أجنبية، يظهرون في ثوب الحقوقيين، ويتلقون الدعم من جمعيات يديرها قادة الإخوان في الخارج.
أما سارة ويلكينسون وصلاح عبد الحق ويحيى موسى ومحمد إلهامي، فهم يمثلون مثلث التمويل والتحريض والإعلام، الذي لا يزال يحاول استخدام أوروبا كساحة خلفية لاستهداف الدولة المصرية وتشويه مؤسساتها.
لكن الوقائع، من رصد إلى مكملين، كانت كفيلة بأن تكشف تورطهم من حيث أرادوا التضامن، فبأيديهم كتبوا الاعتراف، وبأصواتهم فضحوا شبكة التنظيم التي لا تزال تبيع الوهم تحت لافتة «الحرية».


