عميد الأسرى المحررين لـ«مصر الآن»: اشتراط الاحتلال الإسرائيلي نزع سلاح حماس مجرد مبرر للهيمنة
في مشهد يعيد أصداء التاريخ الفلسطيني مع كل اتفاق مؤقت يتحول إلى قيد دائم، تتجدد المخاوف من أن تتحول المنطقة العازلة، التي تسميها إسرائيل بـ«الخط الأصفر»، إلى حد جديد يرسمه الاحتلال على خريطة غزة بالنار والبارود، مثلما فعلت عام 1949، خاصة بعدما أعلنت تل أبيب أن مصير هذا الخط مرتبط بنزع سلاح حركة حماس.
وفي تصريحات خاصة لـ«مصر الآن»، قال محمد الطوس، عميد الأسرى الفلسطينيين المحررين، إن ما يجري اليوم ليس جديدا على سلوك الاحتلال، بل هو تكرار لنهج قديم تعيد إسرائيل إنتاجه في كل ساحة صراع.
وأوضح قائلا: الاحتلال الإسرائيلي يكرر السياسة نفسها في كل مكان، من الجنوب اللبناني إلى الجولان السوري، وصولا إلى غزة، لافتا إلى أن الاحتلال يضع دائما شروطا تعجيزية ومبررات زائفة تخفي رغبته الحقيقية في البقاء والسيطرة.
وأضاف الطوس أن الحديث الإسرائيلي عن ربط مصير “الخط الأصفر” بنزع سلاح حماس ليس سوى واجهة سياسية لتكريس واقعٍ أمنيٍّ جديد في الأجزاء الشرقية من قطاع غزة، مشيرا إلى أن تل أبيب تحاول من خلال هذه اللغة إقناع الشارع الإسرائيلي بأنها فرضت شروطها وأن وجودها في القطاع جاء كنتيجة طبيعية لمواقفها الصلبة”.
وتابع قائلًا: الأمر لا يتعلق بإرادة إسرائيل بقدر ما يرتبط بقرارات أمريكية تدار من وراء الستار، عبر اتفاقات وترتيبات تمت مسبقا، لتمنح الاحتلال غطاء سياسياً للبقاء.
ويرى الطوس أن ما يجري اليوم في غزة يختصر فلسفة الاحتلال منذ نشأته، موضحا أنه يبدأ بذريعة الأمن، عبر مد الحدود قليلا، ثم يحول المؤقت إلى دائم، حتى يصبح الواقع مفروضا بقوة السلاح والسيطرة.
واختتم عميد الأسرى حديثه مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يدرك تمامًا لعبة الاحتلال، وأن أي محاولة لربط الانسحاب بنزع السلاح لن تنطلي على وعي الشارع الفلسطيني الذي خبر الخداع الإسرائيلي لعقود طويلة، مشيرا إلى أن “الخط الأصفر” قد يتحول إلى صفحةٍ جديدة في سجل الخداع، مؤكدا أن الوعي الفلسطيني سيبقى الحصن الأخير أمام تزييف الحقائق.”




