(مصر الان )تنشر حكاية مرقص باشا حنا أول مصري تصدي ل الانجليزي ضد سرقة أثار مصر
انتهي عرس إفتتاح المتحف المصري الكبير بشكل يليق بأسم وحجم مصر وسيكتب التاريخ بحروف من نور علي مدار السنوات والعقود القادمة الدور العظيم لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي جمع معظم أثار في مكان واحد ليحافظ علي تاريخ مصر القديم الذي تجاوز الاف السنين ٠
وليس ببعيد عما فعله السيسي لنخط اليوم حكاية اقرب للشبهة لما فعله السيسي في العصر الحديث وهي ل"مرقص باشا حنا" الذي لولاه كانت آثار توت عنخ آمون سرقت بالكامل وهربت خارج مصر٠
..وكنا نراها فى كل متاحف الدنيا ..ولا نراها ابدا عندنا .. مثل كنوز كتير قبله هربت وسرقت وبيعت فى مزادات وتعرضها المتاحف علي إنها مملوكة لها.
هذا الراجل حمى آثار توت عنخ أمون ووقف مثل الأسد فى وجه الإمبراطورية البريطانية بالكامل
ولم يخشي على حياته ..ولا خاف من الهجوم الذي فرض عليه من الصحافة العالمية وعلى رأسها "التايمز" ... أيوة التايمز هاجمته بعنف وطلبت محاكمته أيضا .
"مرقص باشا حنا" للاسف لايتذكره أحد سيرته منسية رغم عمله العظيم ٠
ونحن نتحدث عن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون ..وبيفضل الحديث كله على هوارد كارتر اللص اللي أدعي أنه مكتشف المقبرة.
تعالي معايا نرجع سنة 1924 ..مقبرة توت عنخ آمون تم افتتاحها ..وقتها كان "مرقص باشا حنا" وزير الاشغال ..
وأحد من أهم الوطنيين المصريين اللذين شاركوا فى ثورة 1919 ... وكان من زعماء الوفد الكبار ونقيب للمحامين المصريين .
الخواجة كارتر وقتها منع المصريين من دخول المقبرة ..وسمح فقط للأجانب وللصحفيين من كل مكان فى الدنيا الدخول والتصوير ومنع الصحفيين المصريين .
الاثار وقتها كانت تابعة لوزارة الأشغال ..فـ"مرقص باشا حنا" أول ما وصلته الحكاية طلع قرار بقفل المقبرة بالضبة والمفتاح وتسليم المقبرة بحالتها للحكومة ..
وعين حراسة مشددة من ضباط وعساكر الشرطة المصرية عليها ..وهذا لأنه فهم الحكاية .. الزوار أجانب ومافيش مصريين يعنى المقبرة هتتسرب قطعة قطعة .
مرقص باشا حنا ليس فقط أصدر قرار بغلق المقبرة .ولكنه أيضا كانت أوامره واضحة قبل الغلق الكل يتفتش وكل شخص خارج من المقبرة يتفتش حتى هوارد كارتر نفسه يتفتش
وقال للضباط المصريين باللغة العامية (خلوا بالكوا هما عايزينها "ميغة" يدخلوا ويخرجوا براحتهم وياخدوا اللى ياخدوه وينهبوا الكنوز زى اللى حصل فى مقابر تانية واحنا مش لازم نسمح لهم بده ).. دى آثار ملك الشعب المصرى .
هذه القرارات مرقص باشا اتخذها فى وقت بريطانيا العظمة بتتحكم في مصر والعالم
الضباط والجنود المصريين نفذوا الاوامر بالحرف والصحف والصحفيين الاجانب اصابهم هوس عقلي ..والكل تباري في مهاجمة مرقص باشا حنا وطالبوا بمحاكمته وهو ولا سائل عنهم .
بالعكس شدد الحراسة على المقبرة وقررعدم دخول أي شخص أجنبى الي المقبرة الا بتصريح خاص منه ومختوم بختم الوزارة ويكون معاه مندوب مصرى وبعد إنتهاء الزيارة وقبل ما يخرجوا من باب المقبرة الكل يتفتش مصريين وأجانب .
وهنا يبرز سؤال ماذا فعل الإنجليز حيال ذلك?وكيف استطاع أن يخرج . من الحكاية بمكاسب حقيقية؟ والا تخرج قطعة واحدة خارج مصر. ؟
"مرقص حنا باشا" كان يعلم أن الإنجليز لن يمروا الامر مرور الكرام وهيفضلوا يحاولوا إنهاء الوضع ده وفتح المقبرة مرة تانية من أجل أن تبقى تحت تصرفهم ..
الباشا عمل حاجة بسيطة وذكية ..أمر بتسجيل كل أثر و كل تحفة في المقبرة ..
يعنى كل كبيرة وصغيرة تم تسجليها فى وجود كارتر وأصبح مسئول عن ضياع اى قطعة منها .
وكان كل ما يتم تسجيل مجموعة ينقلها فى حراسة مشددة من الشرطة المصرية للمتحف المصري في القاهرة لضمان تأمينها و سلامتها .
طبعا الأنجليز اتجننوا أكتر وأكتر والتايمز كتبت أن نص المقبرة من حق الخواجة كارنارفون ممول عملية الحفر .. ورفعوا قضية امام المحكمة المختلطة .
وفى مارس 1924 حكمت المحكمة المختلطة فى القاهرة لصالح "كارنارفون" ، ولكن حكومة سعد زغلول رفضت تنفيذ الحكم وقدمت نقض فى محكمة استئناف الإسكندرية
وقدم مرقص حنا باشا مستند مهم جدا أفسد بيه مخطط كارتر لنهب نص محتويات المقبرة .
المستند الذي قدمه مرقص باشا حنا للمحكمة كان تصريح التنقيب اللى مع كارتر
وكان بينص على تقسيم تحف المقابر التي يتم العثور عليها لكن بشرط أن المقبرة تكون اتعرضت للسرقة قبل ذلك .
وبما أن كارتر أعترف بنفسه فى الصحف العالمية أن المقبرة سليمة بالكامل وأن محتوياتها بالكامل موجوة فهدا الشرط لا ينطبق على مقبرة توت عنخ آمون.
وفعلا محكمة الاسكندرية حكمت بإن المقبرة مصرية وأن المحاكم المختلطة ليس من حقها تنظر القضية أصلا. وليس من حقها التدخل فى قرارات الحكومة المصرية .
وهنا يتأكد أن هذا الراجل هو من حمى آثار توت عنخ آمون ولولاه كانت نهبت وسرقت الي خارج مصر وكأن التاريخ يعيد نفسه فدائماأبناء مصر هم الحريصين عليها



