نهاية قضية هزت السويس.. "صفعة المسن" تُطوى بالصلح بعد ضجيج الغضب
في مشهدٍ طال انتظاره، أسدل الستار اليوم على واحدة من أكثر القضايا التي أشعلت الرأي العام خلال الأسابيع الماضية، بعدما قضت محكمة الجناين بالسويس ببراءة المتهمين في قضية صفع المسن، وانقضاء الدعوى بالتصالح بين الأطراف، ليُطوى الملف الذي أثار موجة غضبٍ واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "صفعة المسن".
منذ ساعات الصباح الأولى، اكتظ مجمع محاكم السويس بالحضور، حيث وصل غريب مبارك، الرجل الستيني الذي تحوّل إلى رمزٍ للتعاطف الشعبي، وسط ترقبٍ لنتائج الجلسة التي شهدت حضور المتهمين "ع.غ" و"ع.غ"، المتهمَين بالتعدي عليه ومنعه من دخول مسكنه بحي الجناين.
وبينما كانت القاعة تترقب كلمة الدفاع، ساد الصمت المطبق حين أعلن القاضي الحكم: "البراءة وانقضاء الدعوى بالتصالح"، لتنتهي بذلك واحدة من أكثر القضايا التي حملت مزيجًا من الغضب الشعبي والجدل القانوني.
قبل الجلسة بأيام، كانت جهود الصلح قد نجحت في تليين المواقف وتهدئة النفوس، بعدما أبدى المجني عليه استعداده للتنازل عن بلاغه، استجابة لتدخل كبار العائلات في الحي. وتوجّه بنفسه إلى مكتب الشهر العقاري لتحرير توكيل لمحاميه بالتصالح في القضية رقم 7318 لسنة 2025 جنح الجناين، لينهي بذلك صراعًا امتد بين الجدران والإعلام.
القضية التي بدأت بفيديو قصير صوّر لحظة صفع المسن أمام ابنته وجيرانه، تحولت إلى عاصفة من الغضب والكرامة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبة بالقصاص من المعتدين، وداعية إلى صون كرامة كبار السن ومنع تكرار مثل هذه الإهانات.
لكن خلف ضجيج الغضب، كانت هناك حكاية نزاعٍ عائلي قديم يتصاعد على خلفية خلافات حول شقة سكنية، سرعان ما تحوّل إلى مشاجرة انتهت بصفعةٍ دوّت في وجه المجتمع قبل أن تُسجّل في محضر رسمي.
وفي الوقت الذي طالب فيه كثيرون بتشديد العقوبة لتكون "ردعًا لكل من يرفع يده على شيخٍ أو امرأةٍ أو ضعيف"، اختار المسن غريب مبارك طريق الصلح، مؤكدًا في تصريحات قريبة من روحه الطيبة: "الزعل راح، والصلح خير.. اللي حصل حصل، وربنا يسامح".
وهكذا، بعد أسابيع من الجدل والجدال، تنتهي "قضية صفعة المسن" كما بدأت: بإنسانٍ واحدٍ وكرامةٍ مجروحة، لكن هذه المرة مع بصيصٍ من التسامح الذي أعاد الهدوء إلى السويس، وترك للمجتمع درسًا في الغضب والصفح، في آنٍ واحد.

