طبعة جديدة من «تنظيم الإخوان والعنف».. رسالة باللغة الإنجليزية تكشف الوجه الدموي للجماعة الإرهابية
في خطوة تحمل دلالات فكرية وسياسية عميقة، أصدر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة طبعة دولية باللغة الإنجليزية من كتابه المرجعي «تنظيم الإخوان المسلمين والعنف»، بالتزامن مع فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، في محاولة لإيصال رسالة واحدة إلى القارئ الغربي مفادها أن الإخوان ليسوا تيارًا إصلاحيًا، بل مشروعًا عنيفًا في ثوب دَعوي ناعم.
الكتاب، في نسخته الدولية، يسلّط الضوء على الجذور الفكرية والتنظيمية للعنف في بنية الإخوان، مؤكدًا أن ممارسات الإرهاب ليست استثناءً في مسيرة الجماعة، بل هي جزء أصيل من عقيدتها منذ نشأتها في مصر عام 1928. ويهدف العمل إلى تفنيد أسطورة “الاعتدال الإخواني” التي راجت في بعض الدوائر الغربية، عبر تحليلٍ علمي يوثّق العلاقة المباشرة بين الفكر والتنظيم والسلاح.
ويستعرض الكتاب، الواقع في 415 صفحة، مراحل تطوّر العنف داخل الجماعة، من تأسيس “التنظيم الخاص” المسلّح في أربعينيات القرن الماضي، إلى خلايا العنف الحديثة التي أعادت إنتاج الفكر ذاته بوسائل رقمية. ويرى مؤلفوه أن سقوط المشروع الإخواني في المنطقة بعد 2013 دفع الجماعة إلى استبدال البندقية بالمنصة الرقمية، فظهر ما يُعرف اليوم بـ “الإخوان الرقميين” الذين يبثّون خطاب التطرف والمظلومية عبر الفضاء الإلكتروني في أوروبا والعالم العربي.
وجاءت مقدمة الطبعة الدولية بقلم السير جون جينكينز، الرئيس السابق للجنة البريطانية التي كُلّفت عام 2014 بالتحقيق في أنشطة الإخوان داخل المملكة المتحدة، وهو التقرير الشهير الذي صدر عام 2015 وخلص بوضوح إلى تورط التنظيم في أنشطة إرهابية وتمويل جماعات العنف.
أما تحرير الكتاب فيحمل توقيع الدكتور إبراهيم غالي، وشارك في تأليفه نخبة من الخبراء البارزين، من بينهم الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والخبير الأمني خالد عكاشة، والدكتورة دلال محمود أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة.
وتصدر الطبعة الإنجليزية بالتعاون مع دار النشر البريطانية Nomad Publishing، ليتم توزيعها في بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة وكندا وعدد من الدول الآسيوية، في إطار مشروع بحثي يهدف إلى إعادة تعريف الإخوان في الوعي العالمي بوصفهم بنية أيديولوجية عنيفة لا مجرد حركة سياسية.
ويأتي هذا الإصدار في لحظة حساسة، تتزايد فيها التحذيرات الأوروبية من عودة الإخوان بواجهات جديدة تحت شعارات إنسانية أو شبابية. وتؤكد فصول الكتاب أن التنظيم لم يتغيّر، بل غيّر فقط أدواته، محوّلًا خطاب العنف من الميدان إلى الشاشة، ومن التنظيمات المغلقة إلى المنصات المفتوحة، لتصبح طبعة جديدة، لكن هذه المرة بلغة يفهمها العالم كله.



