الرئيس السوري أحمد الشرع ينفي أي علاقة بهجمات 11 سبتمبر ويؤكد: “سوريا اليوم حليف جيوسياسي لواشنطن”
نفى الرئيس السوري أحمد الشرع أي علاقة له بهجمات 11 سبتمبر الإرهابية التي استهدفت الولايات المتحدة عام 2001، مؤكدًا أنه كان في التاسعة عشرة من عمره وقت وقوع الأحداث، ولم يكن يملك أي سلطة أو دور يمكن أن يربطه بها، مضيفًا أن “الحديث عن تلك المرحلة لم يعد له معنى اليوم”.
جاءت تصريحات الشرع في مقابلة خاصة مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، تحدث خلالها عن التحولات الجذرية في السياسة السورية والعلاقات المتنامية بين دمشق وواشنطن، مشيرًا إلى أن سوريا باتت شريكًا للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم “داعش”، وأنها تسعى لتكريس موقعها كحليف جيوسياسي جديد في المنطقة.
وقالت الشبكة الأمريكية إن الرئيس الشرع، الذي كان يُصنف في السابق كـ “إرهابي أجنبي” وزعيمًا لإحدى الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، أصبح اليوم يُعامل كحليف وشريك سياسي للولايات المتحدة، وهو تحول وصفته القناة بأنه “غير مسبوق” في العلاقات بين البلدين.
وخلال المقابلة، واجهت المذيعة جيليان تيرنر الرئيس السوري بأسئلة مباشرة حول ماضيه، مشيرة إلى أنه حتى قبل 11 شهرًا فقط كان مدرجًا على قوائم الإرهاب الأمريكية. وقالت له مازحة: “لقد تغير الزمن بالتأكيد.. أنت الآن تلعب كرة السلة مع القادة العسكريين في واشنطن، بعد أن كنت على قوائم المطلوبين”.
وردّ الشرع بابتسامة قائلاً إن “الأمر كله جزء من عملية تفاهم جديدة بين الطرفين”، موضحًا أن واشنطن قررت رفع العقوبات عنه شخصيًا بعد مفاوضات مكثفة. وأضاف: “تمت مناقشة هذا الملف على مستويات عليا، وتمت مراجعة موقفي بالكامل. الولايات المتحدة اليوم تنظر إلى سوريا كدولة شريكة في محاربة الإرهاب، وليس كمصدر للتهديد”.
وحين سُئل عمّا إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تطرق إلى ماضيه أو ارتباطاته السابقة، قال الشرع: “لم نتحدث عن الماضي، بل عن الحاضر والمستقبل. ركزنا على فرص الاستثمار في سوريا، وعلى بناء علاقات استراتيجية جديدة. سوريا لم تعد تُعتبر تهديدًا أمنيًا، بل أصبحت حليفًا جيوسياسيًا موثوقًا في المنطقة”.
وفيما يخص الاتهامات القديمة بارتباطه بهجمات 11 سبتمبر، أوضح الشرع قائلاً: “كنت في التاسعة عشرة فقط وقت وقوع الهجمات، ولم أكن أملك أي سلطة أو موقع يجعل لي صلة بهذا الحدث. تنظيم القاعدة لم يكن حتى موجودًا في منطقتي حينها، لذا أعتقد أنك تتحدثين إلى الشخص الخطأ بشأن هذا الموضوع”.
وأكد الشرع خلال حديثه أنه “يحزن على كل مدني فقد حياته في تلك الهجمات أو في أي حرب أخرى”، مضيفًا: “نحن نعلم أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر في كل الصراعات، وواجبنا أن نتعلم من التاريخ وألا نعيد أخطاء الماضي”.
وجاءت المقابلة بعد لقاء رسمي جمع الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث وُصف اللقاء بأنه “لحظة تاريخية” في مسار العلاقات بين البلدين بعد عقود من القطيعة.
وفي تعليقه على اللقاء، قال الشرع: “لقد كان لقاءً ودودًا وصريحًا. تحدثنا عن مستقبل سوريا بعد الحرب، وعن دمجها في النظام الدولي مجددًا. على مدى ستين عامًا كانت سوريا معزولة عن العالم، أما الآن فنحن نفتح صفحة جديدة من التعاون”.
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد وضع استراتيجية مشتركة بين دمشق وواشنطن تتناول ملفات الأمن، وإعادة الإعمار، ومكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن بلاده “تسعى إلى استعادة مكانتها على الساحة الدولية كشريك فاعل ومسؤول”.
ويرى مراقبون أن ظهور الرئيس السوري أحمد الشرع على شبكة أمريكية كبرى، وتصريحاته التي تنفي ارتباطه بالإرهاب وتؤكد تحالفه مع واشنطن، تمثل تحولا جذريًا في السياسة الإقليمية، وقد تؤسس لعهد جديد من العلاقات بين البلدين بعد سنوات طويلة من العداء والعزلة الدبلوماسية.






