الأمم المتحدة: فظائع الفاشر يمكن منعها والمجتمع الدولي يكتفي بالمشاهدة

 حذّر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، من خطورة الجرائم والانتهاكات الواسعة التي تشهدها مدينة الفاشر في السودان، مؤكداً أن ما يحدث يمثل "الأسوأ مما كان متوقعاً"، وأن المجتمع الدولي لا يبدي سوى اهتمام شكلي دون اتخاذ إجراءات فاعلة على الأرض.

وقال تورك، في تصريحات صحفية، إن الفظائع التي تُرتكب في الفاشر كان بالإمكان منعها، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يكتفي بإظهار القلق بينما يظل تأثيره محدوداً. ودعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة ضد الأفراد والشركات التي تساهم في تأجيج الصراع وتستفيد منه اقتصادياً وسياسياً.

وأعرب المفوض الأممي عن قلق بالغ من تصاعد العنف في إقليم كردفان، حيث تتعرض مناطق عدة للقصف والحصار، ما يجبر السكان على ترك منازلهم قسراً. 

وكشف عن أنه منذ سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، شهدت المنطقة عمليات قتل على أساس عرقي واغتصابات جماعية وخطف، إضافة إلى اعتقالات تعسفية والاعتداء على المنشآت الطبية، في مشهد وصفه بـ"الصادم".

وفي سياق متصل، أكد سيف ماجانجو، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن الوضع الإنساني في السودان "كارثي للغاية"، خصوصاً في الفاشر وكردفان، حيث ترتكب انتهاكات جسيمة تشمل القتل، التجويع، والعنف الجنسي. 

وأضاف، خلال مداخلة تلفزيونية مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن المدنيين باتوا عالقين بين طرفي النزاع في ظل حصار خانق أدى إلى نقص حاد في الغذاء، محذراً من أن الأزمة مرشحة للامتداد إلى مدن أخرى مثل الأبيض ودارفور.

وأشار ماجانجو إلى أن وصول المساعدات الإنسانية يواجه عراقيل خطيرة تمنع وصولها إلى المحتاجين، رغم توفر الإمدادات في مخازن المنظمات الدولية. 

وأكد أن المنع المتعمد من بعض أطراف النزاع يفاقم من حجم المأساة، داعياً جميع الأطراف إلى السماح بدخول المساعدات دون شروط لحماية المدنيين وإنقاذ حياتهم.