منشق عن الإخوان يكشف انحراف سيد قطب: طعن في الخليفة عثمان بن عفان وسبه بصفات أشد من خطاب الشيعة
اتهم محيي عيسى، القيادي السابق والمنشق عن جماعة الإخوان، المفكرَ الإخواني سيد قطب بتبنّي مواقف «خطيرة ومسيئة» تجاه عدد من الصحابة، وعلى رأسهم الخليفة الراشد الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه، معتبرًا أن قطب قدّم روايات وآراء «تفوق في حدّتها ما قالته الشيعة» في ثالث الخلفاء الراشدين.
وقال عيسى إن بعض كوادر الإخوان يرفضون الاعتراف بأخطاء قطب، بل يصفونه بـ«الشهيد»، رغم أنه – بحسب قوله – كتب نصوصًا تطعن في صحابي شهد له الرسول ﷺ بالشهادة. وأضاف أن قطب تجاوز حدود النقد الفكري إلى «التجريح في كبار الصحابة»، مؤكدًا: «عمر وعثمان شهيدان، ومع ذلك قال قطب فيهما وفي بني أمية ما هو أشد مما قالته الشيعة».
واستعرض عيسى عددًا من النصوص التي نقلها عن سيد قطب في كتاباته، والتي قال إنها تكشف موقفًا عدائيًا تجاه الخليفة عثمان رضي الله عنه، مشيرًا إلى أن قطب «أسقط خلافة عثمان» حين كتب: "ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي امتدادًا طبيعيًا لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما."
وأضاف أن قطب ادّعى أن مفهوم الحكم تغيّر في عهد عثمان، حيث قال: "ولقد كان من سوء الطالع أن تدرك الخلافة عثمان وهو شيخ كبير، ضعفت عزيمته عن عزائم الإسلام، وضعفت إرادته عن الصمود لكيد مروان..."
وأشار عيسى إلى أن قطب اتهم عثمان رضوان الله عليه بـ«سوء التصرف في مال المسلمين»، مستشهدًا بنص آخر يقول فيه قطب: "فهم عثمان أن كونه إمامًا يمنحه حرية التصرف في مال المسلمين بالهبة والعطية… كما يمنحه حرية أن يحمل بني أمية على رقاب الناس."
كما نقل عيسى نصًا يصفه بأنه «أشد ما كتبه قطب»، يتهم فيه عثمان بمنح صهره مالًا من بيت المال، ويورد قصة خازن بيت المال زيد بن أرقم، معتبرًا أن قطب قدّم القصة كدليل على «تجاوزات» بحق المال العام، وهي روايات يرفضها كثير من المؤرخين.
وأوضح عيسى أن قطب مضى في وصفه لسياسة عثمان بأنها «انحراف عن روح الإسلام»، ناقلًا عنه: "كان الصحابة يرون هذا الانحراف، فيتداعون إلى المدينة لإنقاذ الإسلام وإنقاذ الخليفة، ومن الصعب أن نتهم روح الإسلام في نفس عثمان، ولكن من الصعب كذلك أن نعفيه من الخطأ."
كما اتهم قطب الخليفة بتوسيع نفوذ بني أمية، وخصوصًا معاوية بن أبي سفيان، في نص قال عنه عيسى إنه «يعبّر عن موقف عدائي مسبق من الدولة الأموية برمّتها».
وانتقد عيسى ما وصفه بـ«مدح سيد قطب للثورة على عثمان»، معتبرًا أن قطب قدّم موقف المتمرّدين على أنه «أقرب إلى روح الإسلام»، وهو أمر يراه عيسى «انحرافًا فكريًا خطيرًا» يعكس رؤية قطب السياسية والدينية.
واختتم عيسى تصريحاته بالتأكيد على أن «تقديس سيد قطب داخل الإخوان» يجعل كثيرًا من أعضائها يتبنّون رؤيته التاريخية المشوهة للصحابة ولعصر الخلافة الراشدة، مشيرًا إلى أن نقده لقطب ليس خصومة شخصية، بل «كشفٌ لحقيقة الأفكار التي صنعت أجيالًا من المتطرفين».






