الأحد 16 نوفمبر 2025 | 11:50 ص

ماهر فرغلي يحذّر: الحرب في السودان تصنع بيئة خصبة لعودة داعش وتمدد «القاعدة» في شرق إفريقيا


حذّر الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة ماهر فرغلي من أن الحرب الداخلية في السودان باتت تمثل «الفرصة الأخطر» لنمو وتمدد تنظيم داعش في المنطقة، مشيرًا إلى أن التنظيم أعاد تفعيل نشاطه بالبلاد، مستفيدًا من حالة السيولة الأمنية وحدود السودان المفتوحة.

وقال فرغلي إن داعش نجح، خلال السنوات الأخيرة، في إنشاء خمسة فروع رئيسية في إفريقيا، شملت إمارة الساحل، وولايات غرب ووسط إفريقيا، وموزمبيق، ثم الصومال، في وقت يقترب فيه تنظيم القاعدة من إعلان «دولتين» في الصومال ومالي. وأضاف أن أخطر ما تفرزه حرب السودان هو توفير «ممرات انتقال وتسكين» للعناصر الإرهابية الخطرة، بما يعزز نشاط الجماعات المتطرفة، خاصة تنظيم أنصارو في المنطقة.

وأوضح الباحث أن وجود داعش في السودان ليس طارئًا، بل له جذور قديمة تعود إلى عام 2012، حين شكّل سبعة من أعضاء «خلية السلمة» بقيادة أسامة أحمد عبد السلام مجموعة عُرفت باسم «خلية الدندر»، وهاجمت نقطة شرطة في ولاية سنار، قبل القبض عليهم لاحقًا. وأشار إلى أن المراجعات الفكرية التي أجرتها لجنة تضم قيادات من الحركة الإسلامية حينها سهّلت الإفراج عن عناصر متشددة بررت تخفيف تعامل الدولة معهم بزعم «عودتهم للوسطية».

وأكد فرغلي أن «خلية الدندر» مثّلت النواة الأولى لظهور داعش لاحقًا، خاصة مع تراجع حضور القاعدة في السودان واقتصاره على وجود رمزي لقيادات محدودة مثل أبي خبيب السوداني. ولفت إلى أن التنظيم عاد للظهور بشكل معلن عام 2021، بعد ضبط خلية كبيرة تضم عناصر من مصر، سبقها كشف خلية نائمة في ولاية القضارف كانت تخطط لإعلان «إمارة جديدة» تحت راية داعش.

وأضاف الباحث أن بعض عناصر هذه الخلايا تم تسليمهم إلى القاهرة، فيما حاول آخرون اغتيال رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك. كما أبدى التنظيم اهتمامًا متزايدًا بالسودان عقب سقوط نظام عمر البشير، وهو ما أكده أبو بكر البغدادي في أبريل 2019 حين وصف السودان بأنه «ساحة معركة مستقبلية»، وتداولت تقارير عن سعي داعش لإقامة «إمارة الحبشة» التي تضم السودان ودول شرق إفريقيا.

وأشار فرغلي إلى تقرير صادر عن فريق الرصد والعقوبات التابع للأمم المتحدة في يوليو 2023، ذكر أن شبكة داعش في السودان تضم ما بين 100 و200 عنصر، يقودهم جهادي عراقي يُدعى أبو بكر العراقي، يدير شبكة شركات داخل إفريقيا تُستخدم في التمويل واللوجستيات.

وأضاف أن زعيم داعش الحالي أبو حفص الهاشمي أشار إلى أن السودان يوفر شروطًا مثالية «لحرب عصابات ناجحة» بسبب مساحته الشاسعة وتنوع تضاريسه، كاشفًا عن ثلاث مراحل لاستراتيجية التنظيم: مرحلة الوخز (اضرب واهرب)، مرحلة التوازن، ثم مرحلة الحسم والتمكين. كما أعادت صحيفة «النبأ» التابعة لداعش، في عدد يناير 2025، الدعوة إلى إعادة تموضع عناصر التنظيم في الداخل السوداني تحت عنوان «السودان المنسي».

ويرى فرغلي أن شرق إفريقيا يشهد اليوم خريطة معقدة من النشاط الإرهابي، تبدأ من تمدد حركة الشباب بالصومال ووصولها إلى كينيا وإثيوبيا، ومحاولات داعش التمركز في الصومال وكينيا، إضافة إلى نشاطه المتصاعد في بحيرة تشاد ومالي. وتأتي السودان وجنوبها في قلب هذه الخريطة، باعتبارها نقطة وصل رئيسية لنقل السلاح والتمويل والدعم اللوجستي.

وأشار الباحث إلى أن داعش يسعى للسيطرة على المناجم والطرق البحرية والممرات الملاحية، ويتنافس مع القاعدة على هذه المواقع الاستراتيجية، مضيفًا أن موقع السودان يجعلها هدفًا أساسيًا لخطة التنظيم للسيطرة على خطوط الملاحة، خاصة في البحر الأحمر، وتهديد ناقلات النفط.

واختتم فرغلي بأن استمرار الحرب في السودان يفتح الباب أمام تحوّل البلاد إلى ساحة مركزية «للخارطة السوداء» التي يخطط لها داعش في إفريقيا، وإعادة تشكيل موازين الإرهاب في المنطقة.

استطلاع راى

هل ترى أن دور الأحزاب السياسية في مصر يعكس طموحات الشارع ويسهم في حل المشكلات اليومية؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5380 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image