مؤتمر «فاست ماركتس» بدبي يرسم مستقبل صناعة الصلب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحولًا صناعيًا واسع النطاق، يضع قطاع الصلب في صدارة محركات النمو الاقتصادي خلال المرحلة المقبلة، مع تجاوز قيمة المشروعات قيد التنفيذ أو التخطيط حاجز 3 تريليونات دولار أمريكي، وارتفاع متوقع في الاستهلاك الإقليمي إلى 65 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027، تواصل المنطقة تعزيز دورها كمركز رئيسي للصناعات الثقيلة عالميًا.
وانطلقت اليوم أعمال مؤتمر الشرق الأوسط للحديد والصلب 2025 الذي تنظمه شركة فاست ماركتس، إحدى أبرز المؤسسات العالمية المتخصصة في تسعير السلع وتحليل الأسواق، في دورته الثامنة والعشرين في مركز مدينة جميرا للمعارض والمؤتمرات بدبي، ويستمر خلال الفترة من 17 إلى 19 نوفمبر.
ويعد المؤتمر أكبر تجمع لسلسلة القيمة العالمية لصناعة الصلب، بمشاركة أكثر من 1500 منتج وممول وخبير من أكثر من 60 دولة.
تنعقد نسخة هذا العام في ظل تطورات حرجة تشهدها أسواق الصلب العالمية، أبرزها مقترح الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على واردات الصلب، وهو ما من شأنه إعادة تشكيل مسارات الإمداد والتجارة العالمية.
وفي الوقت نفسه، تتجه دول الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الإمارات والسعودية إلى تعزيز تنافسيتها الصناعية عبر التوسع في إنتاج الصلب الأخضر وتطوير بنى تحتية صناعية متقدمة.
وتشير البيانات إلى ارتفاع غير مسبوق في حجم المشروعات الصناعية بالمنطقة؛ حيث تضخ المملكة العربية السعودية استثمارات هائلة تُقدَّر بعدة تريليونات الدولارات، فيما تبلغ خطة التوسع الصناعي في مصر قرابة 565 مليار دولار، مقابل 130.8 مليار دولار لمشروعات قيد التنفيذ أو التخطيط في الإمارات، إلى جانب تطورات إنشائية وصناعية واسعة في قطر وعُمان. وتشمل هذه المشروعات المدن العملاقة، ومنشآت الطاقة المتجددة والهيدروجين، والموانئ والمدن الذكية، بما يرفع الطلب على الصلب بمعدل قد يصل إلى 4% سنويًا حتى 2027.
وبصفتها الجهة المنظمة لأكبر فعالية للصلب في المنطقة، تواصل «فاست ماركتس» تعزيز دورها كمنصة عالمية تقدم بيانات دقيقة وتحليلات متخصصة تدعم عمليات المصنّعين والمستثمرين، وتربط بين أبرز أطراف الصناعة العالمية في ظل متغيرات متسارعة.
من جهته قال راجو داسواني، الرئيس التنفيذي لشركة «فاست ماركتس»: «يمثل مؤتمر الشرق الأوسط للحديد والصلب منصة محورية لصناعة تمر بمرحلة تحول عالمي. الحاجة تتزايد إلى بيانات دقيقة وحلول مستدامة، وهذه الفعالية تجمع أهم الأطراف لصياغة خريطة الطريق للمرحلة المقبلة».
ويواصل المؤتمر جلساته على مدار ثلاثة أيام، عبر نقاشات معمّقة حول مستقبل الصلب الأخضر، وآفاق الطلب العالمي، وتحديات التكلفة وسلاسل التوريد، إلى جانب لقاءات وشراكات متوقعة بين كبار المستثمرين وصنّاع القرار في القطاع.
