السبت 6 ديسمبر 2025 | 09:45 ص

صفوت عبدالعظيم يكتب: استعراض نفوذ أم صناعة فن


 شاهدت مؤخرًا مقطعًا للفنان محمد رمضان، محاطًا بدائرة من الحرس والضجيج والاستعراض. لحظة عابرة، لكنها دفعتني فجأة إلى استحضار زمنٍ آخر… زمن كانت فيه الأسماء الفنية تُصنع بالموهبة، ويُقاس حضور الفنان بعمق أثره لا بعدد الحرس المحيطين به ولا بارتفاع الدخان خلف خطواته.

وجدتني أتمتم بلا قصد: ”الله يرحم الرموز الفنية القديمة…”

لم يكن ذلك حنينًا أعمى للماضي، بقدر ما كان مقارنة صامتة بين ما كنا نستهلكه من فن، وما أصبح يُفرض علينا اليوم تحت لافتة “الشعبية” أو “التريند”. 

اليوم، نشهد حالة صاخبة تبدو وكأنها تُعوض غياب الجوهر بالمبالغة في المظاهر: 
مواكب، حراسات، سيارات فارهة، وصخب لا ينتهي. حتى أصبح المشهد الفني أحيانًا أقرب إلى استعراض نفوذ منه إلى صناعة فن.

ليس الأمر متعلّقًا بشخص محدد، بل بظاهرة كاملة صارت تتوسع في المجتمع؛ تضخيم الذات، والبحث المستمر عن إثبات الأهمية عبر الصورة لا القيمة. 

حتى صرنا نشعر أن عدد “المرضى النفسيين” — إن جاز التعبير المجازي — قد ازداد في البلد؛ 

الفن الحقيقي لا يحتاج إلى حشود تحميه، بل إلى صدق يحمله. والفنان الذي يترك أثرًا، لا يتركه عبر استعراض القوة، بل من خلال موهبة تتسلل إلى الوجدان بلا ضوضاء.

ربما لهذا اشتقنا لرموز الأمس… لأنهم لم يكونوا مجرد نجوم، بل قيمًا مستقرة في زمن كان الضوء فيه أنقى، والمسافة بين الفنان وجمهوره أكثر إنسانية وأقل استعراضًا.

استطلاع راى

هل ترى أن مكافحة الفساد يجب أن تكون الأولوية القصوى لأعضاء البرلمان القادم؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5445 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image