صفوت عبدالعظيم يكتب :مصر ادارة "أزمة إقليمية" بحكمة وهدوء
الموقف المصرى تجاه فلسطين لا يحتاج شهادات ولا عناوين براقة.. لأنه ببساطة موقف ثابت وراسخ، مبنى على فهم حقيقى لطبيعة الصراع ووعى كامل بتعقيداته.
مصر إختارت الطريق الصعب طريق الحفاظ على الحقوق، ورفض التوطين، والدفاع عن الأرض والهوية، وفى الوقت نفسه إدارة أزمة إقليمية شديدة الحساسية بحكمة وهدوء.
منذ أكتوبر 2023 والعين مفتوحة على كل التفاصيل، والقرار وأضح مهما تبدلت الظروف: لا حلول على حساب الشعب الفلسطينى، ولا قبول بأى ترتيبات تمسّ أمن المنطقة أو تجهض حل الدولتين.
وكل يوم بيثبت إن الرؤية المصرية كانت فى مكانها، وإن الصوت الذى خرج من القاهرة كان الأوضح والأجرأ والأكثر ثباتًا.
أما التفاصيل فهى تشهد عليها الوقائع، والمواقف الرسمية، والتحركات السياسية.. ومن يريد الحقيقة سيجدها، ومن يريد المزايدة لن يملك ما يواجه به هذا الثبات
وفي نفس السياق تأتي تصريحات حماس الأخيرة تكشف حجم التوتر المكتوم داخل مسار الاتفاق. فإعلان رئيس الأركان الإسرائيلي عن “الخط الأصفر” كحدود جديدة لغزة ليس مجرد وصف ميداني، بل محاولة لفرض واقع سياسي قبل أي تفاوض. ورفض حماس لهذا الطرح يؤكد أن الحركة ترى فيه خرقًا مباشرًا لبنود المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
استمرار هدم المنازل داخل هذا الخط يوضح أن الاحتلال لا يتعامل مع الاتفاق كالتزام، بل كفترة إعادة تموضع. ولهذا جاء موقف حماس حاسمًا: لن يكون هناك حديث عن المرحلة الثانية قبل تنفيذ المرحلة الأولى كاملة.
المشهد الآن هو صراع بين من يريد تثبيت وقائع على الأرض، ومن يحاول منع تغيير خريطة غزة تحت غطاء التهدئة. وما لم تتدخل الأطراف الراعية بآليات رقابة وضمانات جدية، فالأزمة مرشحة لمزيد من التعقيد قبل أي تقدم جديد.


