السيد سالم لـ ( مصر الآن): تجنبا للزلازل.. الأرض وحدها تحدد السعة الآمنة لتخزين مياه سد النهضة

أكد الدكتور السيد محمد سالم الخبير الجيولوجي ومدير عام الجيوفيزياء بالهيئة العامة للمساحة الجيولوجية الأسبق في تصريح خاص لـ ( مصر الآن) إن طبيعة القشرة الأرضية، وليس القرار السياسي أو الهندسي وحده، هي العامل الحاسم في تحديد السعة الآمنة لتخزين المياه خلف سد النهضة.
وأوضح الدكتور السيد سالم، الخبير الجيولوجي، أن إضافة كتل مائية ضخمة لم تكن موجودة من قبل، كما يحدث في بحيرات السدود العملاقة، قد يؤدي إلى حالة من عدم الاتزان الجيولوجي، خاصة في المناطق التي تحتوي على صدوع داخل رواسب حديثة.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة معروفة علميًا، وتتطابق مع ما يحدث في مناجم الفحم المفتوحة، حيث يؤدي نزع كميات كبيرة من الصخور أو نقلها إلى أماكن أخرى إلى تنشيط حركات أرضية وزلازل صغيرة.
وأكد سالم أن ملء بحيرة سد النهضة قد ينتج عنه نشاط زلزالي محدود في البداية، إلا أن خطورته تكمن في تطوره بمرور الوقت في حال غياب الرصد العلمي الدقيق.
وأضاف أن مصر لا يمكنها فنيًا رصد هذه الزلازل الدقيقة بسبب بُعد المسافة، حيث تضمحل شدة الموجات الزلزالية مع الانتشار، موضحًا أن السودان تُعد الدولة الأقدر على تنفيذ منظومة رصد زلزالي حول بحيرة السد.
وأوضح أن أهمية الرصد الزلزالي تكمن في تحديد ما يُعرف بـ«الحجم الحرج للتخزين»، أي الحد الأقصى الآمن لكمية المياه التي يمكن تخزينها دون التسبب في نشاط زلزالي متزايد، مشيرًا إلى أن هذا الحد قد يكون نحو 30 مليار متر مكعب، أو أكثر في حال أثبتت القياسات استقرار التكوينات الجيولوجية.
وشدد الخبير الجيولوجي على أن الأرض هي الفيصل الحقيقي في تحديد كميات التخزين الآمن، وليس أي طرف سياسي، محذرًا من تجاهل المؤشرات العلمية لما قد تحمله من مخاطر مستقبلية.