حصاد 2025 السياسي: عودة ترامب.. هدنة غزة.. وتطورات السودان وأوكرانيا

 شهد العالم في عام 2025 أحداثًا سياسية بارزة، تراوحت بين صعود القوى العالمية، تصاعد النزاعات الإقليمية، واحتجاجات شعوب الجيل الجديد، ما جعل هذا العام محطة حاسمة على صعيد الصراعات الدولية والتحولات الإقليمية.

 وفيما يلي يرصد “مصر الآن”، أبرز هذه التطورات وفق المتابعة الدقيقة للأحداث.

عودة ترامب وإجراءات "أمريكا أولًا"
بدأ عام 2025 بعودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث تبنى سلسلة من الإجراءات التنفيذية الهادفة إلى تطبيق سياسته المعروفة بـ"أمريكا أولًا". 

وشملت هذه الإجراءات تغييرات في قطاعات حكومية متعددة، ترحيل مهاجرين غير نظاميين، وفرض قيود جديدة على وسائل الإعلام، فضلاً عن محاربة برامج التنوع والشمول في المؤسسات الفيدرالية.

وهذه السياسات أثارت جدلاً واسعًا داخليًا، وسط تزايد السخط الشعبي على ارتفاع تكاليف المعيشة، فيما تكبد الحزب الجمهوري خسائر كبيرة في الانتخابات المحلية بعد هزائم ساحقة في نيويورك ونيوجيرسي وفرجينيا وكاليفورنيا، ما يضع الحزب في موقف حساس قبيل انتخابات منتصف الولاية عام 2026.

هدنة غزة.. مرحلة حساسة في اتفاق وقف النار
وعلى الصعيد الإقليمي، شهد قطاع غزة اتفاقًا على وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، مدعومًا بالضغوط الأمريكية، ودخل حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي بعد عامين من حرب مدمرة اندلعت عقب هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023.

أتاح الاتفاق الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، كما سمح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، رغم أن حجمها لا يزال أقل من احتياجات السكان. 

ومع ذلك، ما زالت المرحلة القادمة تتسم بحساسية بالغة، خاصة فيما يتعلق بنزع سلاح حماس، وسط تبادل مستمر للاتهامات بانتهاك وقف النار، وتنفيذ إسرائيل لسلسلة ضربات على القطاع ولبنان، ومهاجمتها منشآت إيرانية وقطرية في غارات غير مسبوقة.

السودان.. تصعيد معارك دارفور وكردفان
دخل النزاع السوداني منعطفًا جديدًا بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في أكتوبر، ما منحها السيطرة على جميع عواصم ولايات دارفور الخمس، وامتدت المعارك إلى إقليم كردفان. 

وهذا التطور يعكس فعليًا تقسيم السودان إلى محور شرقي غربي، فيما تصف الأمم المتحدة النزاع بـ"حرب الفظائع".

أوكرانيا.. مسار متقلب نحو السلام
واصلت الحرب في أوكرانيا تأثيراتها على الساحة الدولية، حيث قاد ترامب جهودًا لإنهاء النزاع، متذبذبًا بين التوافق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. جرت محادثات مباشرة في إسطنبول وقمة بين ترامب وبوتين في ألاسكا، دون تحقيق تقدم ملموس نحو اتفاق سلام شامل.

وفي الميدان، استمر الجيش الروسي في التقدم شرق أوكرانيا، مع تكثيف ضرباته على منشآت الطاقة والبنية التحتية.

احتجاجات الجيل زد في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية
وشهدت مناطق مختلفة من العالم تحركات واسعة للشباب من الجيل زد، احتجاجًا على الفساد وظروف المعيشة، وتضمنت تحركاتهم حجب شبكات التواصل الاجتماعي والتظاهر ضد النخب السياسية. 

ومن أبرز هذه الاحتجاجات: النيبال، مدغشقر، تنزانيا، البيرو، والمغرب، حيث أسفرت بعض التحركات عن استقالات قادة وسيطرة الجيش على السلطة، فيما تحول علم القراصنة المستوحى من الرسوم المتحركة إلى رمز للنضال ضد القمع.

الغارات الأمريكية في الكاريبي والمحيط الهادئ
وفي أغسطس الماضي، شنت الولايات المتحدة سلسلة غارات ضد قوارب في الكاريبي والمحيط الهادئ تحت شعار مكافحة تهريب المخدرات، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص، وسط رفض دولي وانتقادات من الأمم المتحدة، مع اتهامات لفنزويلا بأنها ذريعة للاستيلاء على النفط والسيطرة على الرئيس نيكولاس مادورو.

شكل عام 2025 محطة فاصلة على الساحة العالمية، حيث جمع بين صعود السياسات الوطنية الصارمة في الولايات المتحدة، تهدئة النزاعات في غزة، تصاعد النزاعات في السودان وأوكرانيا، واحتجاجات عالمية للشباب، ما يعكس تحولات جيوسياسية عميقة وتحديات جديدة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.