الخميس 18 ديسمبر 2025 | 04:59 م

فرغلي لـ "مصر الان ":يكشف "الارشيف السري " لتسلل الاخوان للدخول إلي أمريكا الشمالية


 قال الباحث في الشؤون الإسلامية ماهر فرغلي في تصريحات صحفية أنه في 5 (سبتمبر) قبل هجمات 11 (سبتمبر) 2001 بأيام قليلة كثفت الـ FBI تحقيقاتها في شبكات تمويل الإرهاب، خاصة تلك المرتبطة بحماس، المصنفة إرهابية أمريكياً منذ 1997، وداهمت منزل إسماعيل البراوي، وهو قيادي إخواني بارز ومؤسس شركات استثمارية مرتبطة بالجماعة، في مدينة أنانديل بولاية فرجينيا. وأثناء المداهمة لاحظوا أنّ (شادي بن إسماعيل البراوي) يحاول إخفاء وثائق وأشرطة فيديو في صندوق تحت السرير، وقد توصلوا من خلاله لمجموعة من الدلائل حول تمويل الإرهاب، وكانت قضية ما يُعرف بـ (مؤسسة الأرض المقدسة (Holy Land Foundation -HLF) وهي أكبر جمعية خيرية إسلامية في أمريكا.

وأضاف فرغلي إنه من الوثائق التي عُثر عليها في منزل البراوي نسخة أصلية باللغة العربية من "المذكرة التفسيرية"، مؤرخة في 22 أيار (مايو) 1991، مع ترجمة إنجليزية مرفقة. وكانت ضمن ملفات سرّية مخزنة في "الأرشيف السرّي" للإخوان في أمريكا الشمالية، وتضمنت أيضاً قوائم بأسماء المنظمات الإخوانية، (29) منظمة،  وخطط العمل.

وأشار إلى أنه تم إدخال الوثيقة كدليل في المحكمة (2007-2008) في دالاس بتكساس، وقُدّمت كدليل رسمي، وتم التصديق على صحتها من خلال شهادات شهود (من بينهم خبراء FBI ومخبرون سابقون في الجماعة)، وتُرجمت رسمياً للمحكمة، وبعد إدخالها كدليل محكمة أصبحت الوثيقة متاحة للعامة عبر موقع المحكمة ومواقع بحثية مثل Investigative Project on Terrorism وموقع وزارة العدل الأمريكية. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 أدينت المؤسسة وخمسة من قيادييها بعدد من التّهم وصلت إلى (108)، منها تقديم الدعم المادي لإرهابيين.

وقال أن من أهمّ النقاط التي وردت في الوثيقة أنّه يجب أن يتم العمل تحت غطاء "العمل الدعوي والخيري والحقوقي" مثل CAIR، ISNA، MSA، IIIT… إلخ، ولا نريد أن نُعرف بأننا إخوان مسلمون، بل نعمل تحت أسماء وكيانات متعددة. والهدف ليس الاندماج في المجتمع الأمريكي، بل تغييره من الداخل، وضرورة السيطرة على الجاليات المسلمة أوّلاً ثم التأثير على الرأي العام الأمريكي.

مدّة الخطة تُقدّر بـ ((100 عام، وقد بدأت في السبعينيات أو الثمانينيات، ووصلت إلى منتصفها بحلول 2025، والهدف الرئيسي المذكور في هذه الوثائق هو "الاستيطان" أو "التوطين"، أي بناء حضور إخواني قوي ومؤسساتي في أمريكا الشمالية، مع استخدام عبارة: "تدمير الحضارة الغربية من الداخل عبر عملية جهاد حضاري".

وأوضح الباحث الاسلامي أنه ورد في أوراق خطة التسلل الاستراتيجي للجماعة: العمل على بنية تحتية مدنية موازية شاملة، حيث تحدد (29) منظمة تابعة في أمريكا الشمالية، مثل "ISNA وMSA وIIIT" تعمل في قطاعات مختلفة (دينية، وتعليمية، ومالية، وإعلامية)، والتركيز على المراكز والمدارس الإسلامية كمؤسسات اجتماعية شاملة لتجنيد وتنشئة الأجيال الجديدة، وتوفير التكوين الإيديولوجي لها.

واختراق الجامعات من خلال شبكة اتحاد الطلاب المسلمين (MSA) ومنظمات مثل "طلاب من أجل العدالة في فلسطين (SJP) التي تستخدم قضايا مثل حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) كأداة لاختراق البيئة الأكاديمية ونشر الإيديولوجيا.

وأكدت على التحكم في السردية، أي الخطاب، الذي يكون مغايراً للخطاب الداخلي للجماعة أو للشرق، وكذلك التأثير الإعلامي والتحكم في الخطاب العام من خلال إنشاء منصات إعلامية خاصة.

وتطالب الأوراق بتوجيه المحتوى التعليمي والمناهج في المدارس والجامعات لتشجيع الروايات التي تتوافق مع الرؤية الإيديولوجية للإخوان، وتأطير الصراع من خلال "أسلمة معاداة السامية" و"فلسطنة" الإسلام، حيث يتم وضع القضية الفلسطينية كقضية إسلامية مركزية موحدة (أحد الأهداف الاستراتيجية الستة في "المذكرة التفسيرية")، وتأطير الصراع كـ "كفاح حضاري" ضد الغرب.

وقال أن من الملاحظ في أوراق التسلل الاستراتيجي للجماعة في أمريكا الشمالية أنّها أظهرت قدرة الجماعة على استغلال اللحظات التاريخية المهمّة لتسريع التمكين، وأنّها عملت على عدة مراحل، وتحدد الوثيقة المراحل الخمس لتحقيق هذا الهدف على مدى (100) عام: مرحلة الاستيطان والتموضع السرّي، ومرحلة بناء التنظيمات والمؤسسات (جمعيات، مساجد، مدارس، منظمات طلابية)، ثم مرحلة التمكين والتغلغل في المجتمع والمؤسسات الحكومية، وبعدها مرحلة التمكين العلني والسيطرة على القرار، وأخيراً مرحلة السيطرة الكاملة.

وأضاف أنه بدأت الجماعة بالفعل التحرك، واستغلت بيئة ما بعد 11 أيلول (سبتمبر) 2001 حيث حولت المنظمات التابعة للإخوان مثل CAIR الأزمة إلى فرصة، وقدّمت نفسها كممثلة معتدلة للمسلمين الأمريكيين، وهو ما منحها شرعية غير مسبوقة وصولاً إلى المؤسسات الحكومية، مع تحويل النقاش العام من فحص الإيديولوجيا الإسلاموية إلى مكافحة "الإسلام فوبيا"، مستغلة في الوقت ذاته الرؤية الأمريكية بأنّها جماعة أقلّ تطرّفاً من تنظيم القاعدة، وأنّها يمكن أن تساعد في القضاء على الإرهابيين.

وأشار إلى أن الجماعة نفذت خطة استراتيجية للتغلغل في الجامعات وتجنيد الشباب واستندت إلى المرحلية والمرونة التكتيكية اللازمة لتحقيق الأهداف والوصول إلى نتائج محققة.

وفي خلال تنفيذ خطة المشروع الإخواني استندت الجماعة إلى أسس فقهية تبرر التكيف، مثل فقه الواقع والتدرج والمصلحة والضرورة، وجواز الانخراط في المجتمعات الغربية مع إخفاء الأهداف، أي الغموض الاستراتيجي في الخطاب العام، والتكيف مع المواقف السياسية، وبناء التحالفات التكتيكية حتى مع مخالفي الإيديولوجية، وهذا ما يسمح لها باستخدام المصطلحات الديمقراطية (مثل الحريات المدنية والتعددية) تكتيكياً، بينما تحتفظ بأهدافها الإيديولوجية المناهضة للعلمانية داخلياً.

استطلاع راى

هل تؤيد منع الأطفال والمراهقين دون سن الـ 16 من استخدام منصات التواصل الاجتماعي في مصر؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5780 جنيهًا
سعر الدولار 47.59 جنيهًا
سعر الريال 12.69 جنيهًا
Slider Image