"المركز العالمي لزراعة الأعضاء "الصرح الاكبر في أفريقيا والشرق الاوسط

 تمضي الدولة المصرية نحو إنجاز واحد من أهم مشروعاتها القومية في القطاع الصحي، وهو "المراكز العالمي لزراعةالأعضاء"  المقرر إقامته داخل مدينة النيل الطبية (معهد ناصر سابقًا) على كورنيش النيل بالقاهرة. 

هذا الصرح الذي يُعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا، صُمم بسعة 300 سرير وتجهيزات تسمح بإجراء 12 عملية زراعة في آن واحد، ليشمل تخصصات دقيقة وحيوية مثل زراعة القلب، والرئة، والبنكرياس، بالإضافة إلى الكبد والكلى، مما يضعه في مصاف المراكز العالمية المتقدمة ويفتح آفاقًا جديدة للسياحة العلاجية في مصر.
ولا يكتفي المركز بتوفير أحدث التكنولوجيات الجراحية، بل يسعى لتغيير الثقافة الاجتماعية وتفعيل قانون التبرع من المتوفين حديثًا، وهو ما يعول عليه الأطباء لإنهاء معاناة آلاف المرضى الذين لا يجدون متبرعين من الأقارب. 
وحرصًا على الشفافية المطلقة، تعتمد منظومة العمل بالمركز على قاعدة بيانات مميكنة وموحدة تحت إشراف وزارة الصحة والجهات السيادية، حيث يتم ترتيب أولويات المرضى وفقًا للمعايير الطبية البحتة وتطابق الأنسجة، مما يضمن وصول الأعضاء لمستحقيها دون أي تدخل بشري أو وساطة.
وفي مواجهة أي مخاوف تتعلق باستغلال الأعضاء أو الاتجار بها، يطبق المركز نظام رقابة هو الأكثر صرامة في تاريخ المنظومة الصحية المصرية؛ حيث تخضع عمليات التبرع لرقابة "اللجنة العليا لزراعة الأعضاء" التي تضم جهات قضائية وأمنية وطبية، وتُطبق عقوبات رادعة تصل إلى السجن المؤبد وغلق المنشأة لأي محاولة تلاعب.
كما يتم الفصل التام بين الفريق الطبي المسؤول عن تشخيص الوفاة والفريق المسؤول عن الزراعة، لضمان النزاهة الكاملة. وبذلك، يمثل هذا المركز حائط صد منيعًا يقضي على "السوق السوداء" ويحول عملية زراعة الأعضاء إلى عمل إنساني مؤسسي يتم تحت رقابة الدولة ووفقًا للمعايير الأخلاقية والدينية الرسمية.