رئيس التحرير يكتب :الرؤية المصرية للأمن الإقليمي ليست "هيمنة أو صراع" بل "إستقرار وبناء"
تنطلق الرؤية المصرية لاستعادة الأمن والأمان في الإقليم من إدراك عميق بأن أمن مصر لا ينفصل عن أمن محيطها العربي والأفريقي والمتوسطي، وأن الفوضى والصراعات العابرة للحدود تمثل تهديدًا مباشرًا للدول والشعوب معًا.
لذلك تقوم هذه الرؤية على مجموعة من المرتكزات المتكاملة:
أولًا: ترسيخ مفهوم الدولة الوطنية
تؤمن مصر بأن الدولة الوطنية القوية، بمؤسساتها وجيشها ووحدتها الداخلية، هي حجر الأساس للاستقرار. ومن هنا ترفض سياسات تفكيك الدول أو دعم الميليشيات، وتدعم الحفاظ على الجيوش الوطنية ومؤسسات الدولة في الدول المتأزمة.
ثانيًا: مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف
ترى مصر أن الإرهاب خطر شامل لا يهدد دولة بعينها بل الأمن الإقليمي والدولي، ولذلك تتبنى مقاربة شاملة تجمع بين المواجهة الأمنية الصارمة، وتجفيف منابع التمويل، ومواجهة الفكر المتطرف بخطاب ديني مستنير وثقافة عقلانية.
ثالثًا: الحلول السياسية لا العسكرية
تدفع مصر باتجاه التسويات السياسية الشاملة للأزمات الإقليمية (ليبيا، السودان، فلسطين، سوريا)، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن الحلول العسكرية وحدها لا تصنع استقرارًا دائمًا، وأن الحوار الوطني الجامع هو الطريق الأقل كلفة والأكثر استدامة.
رابعًا: عدم التدخل واحترام السيادة
ترتكز السياسة المصرية على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ورفض الوصاية الخارجية، مع التأكيد على احترام السيادة ووحدة الأراضي، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لاستعادة الثقة وبناء السلام.
خامسًا: الربط بين الأمن والتنمية
تؤمن مصر بأن غياب التنمية والعدالة الاجتماعية أحد أهم أسباب عدم الاستقرار، لذا تدعم مشروعات إعادة الإعمار، والتكامل الاقتصادي، والبنية التحتية، باعتبار التنمية خط الدفاع الأول ضد الفوضى والتطرف.
سادسًا: الشراكات الإقليمية والدولية المتوازنة
تعمل مصر على بناء شبكة علاقات متوازنة مع القوى الإقليمية والدولية، وتفعيل الأطر الجماعية مثل الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، لإدارة الأزمات بشكل جماعي يحد من الصراعات ويمنع انفجارها.
خلاصة الرؤية
الرؤية المصرية للأمن الإقليمي ليست رؤية هيمنة أو صراع، بل رؤية استقرار وبناء، تقوم على حماية الدولة الوطنية، وتجفيف منابع الفوضى، ودعم الحلول السياسية والتنمية المستدامة، بما يحقق الأمن والأمان للشعوب قبل الأنظمة، ويحول المنطقة من ساحة صراعات إلى مساحة تعاون ومستقبل مشترك٠





