"إنفراد بالمستندات "النقض تُسدل الستار على قضية "غادة والي": الإدانة ثابتة وتعديل في العقوبة المالية
في حكم قضائي تاريخي يرسخ مفاهيم حماية حقوق الملكية الفكرية في مصر، أصدرت محكمة النقض حكمها النهائي في قضية الفنانة غادة والي والمؤلف الروسي "جورجي كوراسوف".
تفاصيل الحكم والمبادئ القانونية التي أرستها المحكمة:
١. تأييد الإدانة الجنائية: رفضت محكمة النقض دفاع "غادة والي" الذي دفع بأن اللوحات مستوحاة من الفن المصري القديم (ملك عام). وأكدت المحكمة أن ما قامت به هو "تقليد" وليس اقتباساً مشروعاً، وأن تصميمات المترو بمحطة كلية البنات تضمنت اعتداءً صريحاً على الحق المالي والأدبي للمؤلف الروسي، الذي ينتمي لدولة عضو في منظمة التجارة العالمية.
٢. لا يشترط حضور المتهم أمام "لجنة الخبراء": حسمت المحكمة جدلاً قانونياً مهماً، حيث أكدت أن عدم حضور المتهم أو محاميه أمام لجنة الخبراء المنتدبة من النيابة العامة لا يبطل تقريرها، لأن عمل الخبير في مرحلة التحقيق الابتدائي هو إجراء استشاري لا يشترط فيه حضور الخصوم، عكس مرحلة المحاكمة.
٣. حماية المبدع الأجنبي: شدد الحكم على أن قانون حماية الملكية الفكرية المصري رقم ٨٢ لسنة ٢٠٠٢ يحمي المصريين والأجانب على حد سواء، طالما أن المبدع ينتمي لدولة عضو في المعاهدات الدولية، وهو ما يبعث برسالة طمأنة للمجتمع الفني العالمي.
٤. تعديل "الغرامة المالية" (قانونية المحكمة): رغم تأييد الإدانة، قامت محكمة النقض بتعديل الحكم في شقه المالي فقط. حيث كان الحكم المطعون فيه قد قضى بغرامة عن أربع لوحات، بينما ثبت للمحكمة من واقع تقارير اللجنة الفنية أن التقليد انصب على ثلاث لوحات فقط (باعتبار أن اللوحة الرابعة لم يثبت تقليدها بشكل يقيني).
بناءً عليه: تم قبول الطعن شكلاً، وفي الموضوع بتصحيح الحكم بجعل الغرامة المقضي بها على عدد (٣) مصنفات فقط بدلاً من (٤).
الخلاصة القانونية:
الحكم انتهى بـ تأييد عقوبة الحبس (مع إيقاف التنفيذ وفقاً لحكم الاستئناف) وإلزامها بالتعويض المدني المؤقت، مع تخفيض الغرامة المالية لتتناسب مع عدد اللوحات المقلدة فعلياً.
الرسالة القانونية هنا واضحة: "حق المبدع في حماية نتاجه الذهني هو حق أبدي غير قابل للتقادم، وأن القضاء المصري بالمرصاد لأي محاولة للسطو على الإبداع تحت ستار الاقتباس."
