رئيس التحرير يكتب :الخطوط الرئيسية للموقف المصري في السودان

الموقف المصري في الأزمة السودانية واضح وضوح الشمس خاصة وأن السودان جزء لا يتجزأ من الامن القومي المصري ويتمحور في عدة نقاط وهي :
1. دعم وقف الحرب واستعادة الاستقرار
مندوب مصر لدى الأمم المتحدة أكّد استمرار جهود القاهرة لوقف الحرب في السودان ووقف النزاع المسلح، بالعمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين لإقامة هدنة إنسانية شاملة تسمح دخول المساعدات وحماية المدنيين. 
2. رفض التدفقات غير الشرعية للسلاح والمرتزقة
مصر أبدت رفضًا واضحًا لأي تدفق غير مشروع للأسلحة والمرتزقة إلى السودان، باعتباره عاملًا يطيل أمد الحرب ويزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية. 

3. خطوط حمراء مرتبطة بالأمن القومي المصري
قبل أيام، مندوب مصر بالأمم المتحدة شدد على أن تجاوز “الخطوط الحمراء” في السودان، مثل تهديد وحدة البلاد أو الاعتراف بكيانات موازية، يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري. 

4. التأكيد على وحدة وسيادة السودان
سبق أن أكدت القاهرة دعمها الكامل لوحدة وسيادة السودان، ورفضها لأي محاولات تقسيم أو إنشاء كيانات موازية داخل حدود الدولة، وهو موقف تلقى إشادة من الخرطوم نفسها. 

أما عن سبب هذه المواقف
فمصر تعتبر أن استقرار السودان مرتبط مباشرة بأمنها القومي، لأسباب منها:
- حدود مشتركة طويلة
- الروابط التاريخية والاجتماعية والاقتصادية
- تأثير النزاع على الأمن الإقليمي وسيناء ومنطقة البحر الأحمر
- تدفقات اللجوء الكبيرة إلى مصر، مما يضع ضغطًا اقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا على الدولة والمجتمع. 
بالتالي، القاهرة لا ترى الأوضاع في السودان كأزمة محلية فقط، بل كـ موضوع استراتيجي بحجم إقليمي.

ومصر تسعى من خلال الأمم المتحدة إلى:
- الضغط من أجل هدنة دائمة ووقف شامل لإطلاق النار.
- تأمين فتح ممرات إنسانية آمنة.
- دعم مبادرات تضمن حقوق المدنيين والمهاجرين واللاجئين ضمن إطار القانون الدولي. 

القاهرة تشارك في جهود ربعـية دولية تشمل دولًا عربية وغربية من أجل إنهاء النزاع السياسي والعسكري في السودان. 
- الأبعاد الإنسانية واللوجستية
- ضغط اللاجئين والمساعدات
الأمم المتحدة تدعم جهود مصر لتلبية احتياجات أكثر من مليون لاجئ سوداني، وقد خصصت آليات للدعم النقدي والغذائي والوقائي. 

- تنفيذ ممرات إنسانية
تم تنفيذ ممرات إنسانية عبر منظمة الأغذية العالمية بالتعاون مع الحكومة المصرية لتقديم مساعدات عاجلة داخل السودان. 

بالطبع هناك  تحديات تواجه الموقف المصري وهي:
1. استمرار النزاع دون حل سياسي سريع
الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يشتد، ما يقلل من تأثير أي قرارات دولية عاجلة.
2. انقسامات إقليمية ودولية
هناك اختلافات في رؤى بعض الدول حول كيفية إدارة الأزمة والسيطرة على النزاع، مما يعقّد جهود الأمم المتحدة.
3. ربط الأزمة بقضايا أخرى
بعض القوى الإقليمية تُحاول إدخال موضوعات أخرى (مثل النفوذ الإقليمي أو تقسيم الموارد) في المفاوضات، ما يجعل الحل أصعب.
الخلاصة: موقف مصر في الأمم المتحدة هو…
متوازن بين الشق الدبلوماسي والإنساني والاستراتيجي.
و يستند إلى دعم وحدة وسيادة السودان، ووقف النزاع، والحفاظ على الأمن القومي المصري.
ويسعى إلى حل شامل مستدام وليس حلولًا جزئية.
وفي هذا الإطار، يبقى الدور المصري في الأمم المتحدة مهمًا ليس فقط من أجل السودان، بل أيضًا من أجل الاستقرار الإقليمي والأمن القومي على المدى الطويل٠