أحمد محسن يكتب: اجتماع الجامعة العربية تاريخي في ظل إعادة تشكيل الخرائط والنفوذ
إعلان انعقاد اجتماع طارئ للجامعة العربية غدا وبشكل عاجل لرفض اعتراف إسرائيل بأرض الصومال يحمل دلالات سياسية مهمة، لكنه في الوقت نفسه يفتح باب التساؤل حول حدود الفعل العربي وتأثيره الحقيقي في هذا التوقيت الحساس.
أولًا – الدلالة السياسية:
الاجتماع يعكس إدراكًا عربيًا متأخرًا لخطورة الخطوة الإسرائيلية، لأنها لا تتعلق فقط بالصومال، بل تمس مبدأ سيادة الدول ووحدة أراضيها، وتهدد بإعادة فتح ملفات انفصالية كامنة في أكثر من دولة عربية وإفريقية.
ثانيًا – البعد الجيوسياسي:
الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال ليس خطوة رمزية، بل تحرك استراتيجي مرتبط بـ:
السيطرة غير المباشرة على باب المندب وخطوط الملاحة الدولية
تطويق البحر الأحمر وشرق إفريقيا أمنيًا
الضغط على مصر واليمن ودول الخليج عبر خاصرة بحرية شديدة الحساسية
وبالتالي، فإن الرفض العربي هنا ليس تضامنًا سياسيًا فقط، بل دفاع عن أمن قومي عربي ممتد.
ثالثًا – التحدي الحقيقي:
المعضلة ليست في إصدار بيان رفض، بل في:
هل سيتحول الرفض إلى تحرك دبلوماسي منسق مع الاتحاد الإفريقي؟
هل ستتبعه أدوات ضغط سياسية واقتصادية؟
أم سيبقى في إطار البيانات، بينما تُفرض الوقائع على الأرض؟
رابعًا – التوقيت:
الاجتماع يأتي في لحظة تتسارع فيها إعادة تشكيل الخرائط والنفوذ، ما يجعل أي تردد عربي مكلفًا. فإسرائيل تتحرك بمنطق صناعة الأمر الواقع، بينما العالم مشغول بأزمات متلاحقة.
الاجتماع خطوة صحيحة من حيث المبدأ، لكنها اختبار للقدرة لا للنية.
إما أن يكون بداية اصطفاف عربي–إفريقي جاد لحماية الممرات والسيادة،
أو يتحول إلى حلقة جديدة في سلسلة إدانات لا توقف الزحف ولا تغيّر المعادلات٠

-2.jpg)




