صراع الإرادات بين القاهرة وتل أبيب،وإنتقال مصر إلى مرحلة "الهجوم الدبلوماسي المعاكس"
الساحة الإقليمية حالياً علي صفيح ساخن وتشهد ذروة صراع الإرادات بين القاهرة وتل أبيب، حيث انتقلت مصر من مرحلة "إدارة الأزمات" إلى مرحلة "الهجوم الدبلوماسي المعاكس".
فبينما حاول نتنياهو الالتفاف على الضغوط المصرية في غزة عبر فتح جبهة جديدة في القرن الأفريقي والاعتراف بما يسمى "أرض الصومال"، جاء الرد المصري صاعقاً ومدروساً خلف الكواليس.
نجحت مصر في غضون أيام في بناء حائط صد دولي يضم قوى إقليمية كبرى، مما عزل الموقف الإسرائيلي تماماً وأظهر تل أبيب في ثوب "الكيان العابث" باستقرار الملاحة في البحر الأحمر، وهو ما أحرج إسرائيل حتى أمام حليفتها واشنطن.
وعلى المسار الاستراتيجي، وجهت مصر ضربة قاصمة لأحلام إسرائيل الاقتصادية المتعلقة بخلق بدائل لقناة السويس؛ فمن خلال تسريع العمل في "ممر طابا - العريش" وتطوير الموانئ المصرية بوتيرة غير مسبوقة، أثبتت القاهرة أن الجغرافيا والتاريخ لا يمكن تجاوزهما بمجرد تصريحات سياسية. وبالموازاة مع ذلك، استمرت مصر في فرض إرادتها بخصوص غزة، حيث رفضت أي تنسيق مع جيش الاحتلال في معبر رفح، وتمسكت بالسيادة الفلسطينية الكاملة، مما جعل إسرائيل عالقة في "فخ استنزاف" عسكري وسياسي.
هذا الثبات المصري، المدعوم بتحركات عسكرية دفاعية ذكية في سيناء، يؤكد أن مصر ما زالت تمتلك المفاتيح الأساسية لاستقرار المنطقة، وأن أي محاولة للمساس بأمنها القومي أو حدودها ستقابل بردود تجعل تكلفة المغامرة الإسرائيلية باهظة وغير قابلة للاحتمال.

-1.jpg)
.jpg)
