فلوريدا على صفيح ساخن: زيلينسكي يواجه ترامب لتأمين سلام أوكرانيا
بين قصف متواصل على كييف وسماء موسكو الممتلئة بالطائرات المسيّرة، يتجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ولاية فلوريدا الأمريكية حاملاً ملف الحرب والسلام على طاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الزيارة لا تندرج ضمن البروتوكولات الرسمية المعتادة، بل تمثل محاولة أخيرة لتأمين إطار سياسي وأمني ملزم لإنهاء حرب الاستنزاف، وسط تقاطع المصالح بين الساحة العسكرية، والسياسة الداخلية الأمريكية، والضغط الدولي.
ويركز زيلينسكي في مفاوضاته على ضرورة ضمانات أمنية أمريكية قوية وملزمة قانونياً، مؤكداً أن نجاح أي اتفاق سلام يعتمد على مدى استعداد ترامب لتقديم هذه الضمانات.
وقال الرئيس الأوكراني في تصريحاته للصحفيين: «الولايات المتحدة وأوروبا تمتلك القدرة على حماية أوكرانيا من أي توغل روسي، وهذا هو أساس أي سلام مستدام».
وأضاف زيلينسكي أن خطة النقاط العشرين الخاصة بالسلام أصبحت جاهزة بنسبة 90%، وأن الهدف هو الوصول إلى اتفاق شامل بعد كل لقاء أو محادثة.
ورغم أن التركيز ينصب على الولايات المتحدة، يبقى الدور الأوروبي حاضرًا، وإن كان محدود التأثير:
مشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين افتراضياً في الاجتماعات.
دور أوروبا يقتصر على دعم إعادة إعمار أوكرانيا وتمويل المشاريع الحيوية.
الحلفاء الأوروبيون يواجهون صعوبة في الموازنة بين الضغوط الأمريكية ومطالب موسكو المتشددة.
وعلى الأرض، لم تهدأ الحرب، بل تشهد تصعيداً مستمراً:
روسيا أعلنت اعتراض وتدمير 111 طائرة مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق ست مناطق، منها ثمان فوق موسكو.
قيود مؤقتة فرضت على مطاري فنوكوفو وشيريميتييفو لدواعٍ أمنية.
كييف تعرضت لقصف كثيف أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 20 آخرين، وتضررت أكثر من عشر مبانٍ سكنية.
زيلينسكي كشف أن 500 طائرة مسيّرة و40 صاروخاً روسياً استهدفت البلاد مؤخراً.
ويُعد اجتماع زيلينسكي وترامب محطة حاسمة لتحديد مستقبل الحرب:
مناقشة الضمانات الأمنية لحماية أوكرانيا.
بحث ملف إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي بعد سنوات الحرب.
تقديم النتائج على الرأي العام عبر مؤتمر صحفي مشترك، لإظهار التقدم دون الإعلان عن اتفاق نهائي بعد.
حتى الآن، جهود ترامب الدبلوماسية تواجه تبايناً واسعاً في مواقف روسيا وكييف، ما يزيد من صعوبة الوصول إلى تسوية شاملة.
الطريق نحو السلام يواجه عدة عقبات:
رفض روسيا للتنازلات السهلة، خصوصاً في مناطق دونباس.
الضغوط الداخلية الأمريكية في ظل الانتخابات المقبلة، مما قد يؤثر على موقف ترامب.
التردد الأوروبي في الانصياع الكامل لمطالب موسكو، ما يضعف تأثير أي اتفاق.
استمرار القصف والمعارك على الأرض يحد من إمكانية تنفيذ أي اتفاق دون آليات مراقبة صارمة.
تقف أوكرانيا اليوم على مفترق طرق بين نيران المعارك والضغوط الدبلوماسية الدولية، فيما يسعى زيلينسكي للحصول على ضمانات أمريكية واضحة لإنهاء الحرب.
يبقى السؤال الأبرز: هل يمكن لترامب أن يفرض إطاراً سياسياً وأمنياً يضمن سلاماً حقيقياً، أم أن أوكرانيا ستظل ساحة صراع مفتوحة بين روسيا والغرب مع استمرار الخسائر البشرية والميدانية؟

-1.jpg)