«زُبدة كَشْفِ المَمَالِك».. أحدث إصدارات التراث الحضاري بهيئة الكتاب
صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة التراث الحضاري، الجزء الأول من كتاب «زُبدة كًشْفِ المَمَالِك.. وبيان الطرق والمسالك»، تأليف الأمير غرس الدين خليل بن شاهين الظاهري الحنفي، دراسة وتحقيق الدكتور محمد جمال حامد الشوربجي.
وتكمن أهمية هذا الكتاب في أنه يقدم صورة شبة متكاملة عن النظام الإداري والوصف الجغرافي لدولة المماليك في منتصف القرن التاسع الهجري، كمان أن مؤلفه تنقل كثيرًا في وظائف الدولة كالوزارة ونظر الخاص ونظر دار الضرب وغمرة الحاج المصري ثم الشامي، وفي ولايات الدولة كنيابة الإسكندرية والكرك وملطية، وارتبط بصلات صحبة وصداقة مع كثير من أعيان الديار المصرية والشامية والحجازية، فاكتسب من ذلك كله خبرة ناتجة عن المشاهدة والمشافهة والمارسة، وضع خلاصتها في هذا الكتاب.
ولهذا تفرد بكثير من المعلومات الجغرافية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها لا توجد عند غيره ممن وصلتنا مؤلفاتهم، ونقل من بعض الكتب التي لم تصلنا إلى اليوم، كما ترجم في الزبدة لعدد من معاصرية، وتفرد ببعضهم، فضلا عن القصائد والمقطوعات الشعرية له ولغيره.
وتقول سلوى بكر رئيس تحرير السلسلة في تقديمها للكتاب: « ردًا على جملة من التساؤلات المعرفية الشائعة في زمانه، تتبدى دوافع الأمير غرس الدين ابن شاهين الظاهري الحنفي، في تصنيف كتابه "كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك"، بقوله: أردت أن أوضح لكل ما أشكل عليه وأبين له طرقًا توصله إليه، فصنفت كتابا وسميته كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك، يشتمل على تعظيم مُلك مصر وسلطانهايشتمل على تعظيم مُلك مصر وسلطانها، وتفصيل جهاتها وأركانها، لأنها أعظم المدن، وسلطانها أعظم السلاطين، لأن وجوده ظل ظليل على العالمين، وذكرت أيضًا ما يشتمل حدود ملك مصر، وما به من المماليك ولم أطول الكلام واخترت الاختصار في ذلك».
وتضيف: «لقد رتب ابن شاهين الذي عاش خلال العصر المملوكي كتابه، أربعين بابا في مجلدين ضخمين، لكنه انتخب مما ورد بالكتاب، جملة من اساسيات مادته وضمنها كتابه أسماه "زبدة كشف المماليك" رتبها في اثنى عشر بابًا وهو ما نضعه بين يدي القارىء، لأن الهدف من ذلك التيسير وكما يقول المؤلف هو: أن لا يحصل للمتأمل الملل، بل يسهل له الوصول لكل مقصد وأمل».