الأربعاء 30 نوفمبر 2022 | 06:27 م

الامن القومى المصرى والامتداد الاقليمى وعلاقة مصر بمحيطها

شارك الان

يوميات مذكرات مراسل صحفى.. 

الحلقة الأولى
من كتب المغامرات والحواديت وكتب التاريخ القديمة ، ورحلات إبن بطوطه وسير الرحالة والمغامرين القدامى ، نجد أن هناك عالم آخر حديث معاصرعالم موازى لذلك العالم مليىء بقصص الاثارة والمغامرة والحكايات هو عالم الصحافة والمراسلين الصحفيين ، وحتى تكتمل الصورة سوف أسرد مجموعة من الحكايات والتجارب الشخصية لعدد من الزيارات والمغامرات الصحفية بعدد من دول العالم ، خلال فترات الحروب العسكرية والصراعات المسلحة . 
    من شخصية مصر للرائع الراحل جمال حمدان فى عمله الموسوعى " شخصية مصر" إلى كتب تاريخ مصر القديم والحديث ’ نجد أن هناك تأكيد على محاور أساسية لمصر وهى أن الأمن المصرى له حدود أربعة وله إمتداد وتأثير إقليمى ودولى ظهرت ملامحة الأولى منذ فجر الحضارة المصرية الأولى أقدم حضارة عرفتها البشرية ، وكان من ضمن أهم هذه القوة المصرية هى الجيش المصرى وأهمية دورة فى الأقليم والمحيط وحماية الدولة وإمتداداتها ، ولذلك كانت مصر قوة مصر مرتبطة بقوة جيشها بالاضافة الى التأثير الاخر المتمثل فيما سمى بعد ذلك قوتها الناعمة ، وهى التأثير الاجتماعى والسياسى والثقافى والفنى لمصر الذى يتخطى الحدود الجغرافية المصرية ويصل إلى أماكن لايمكن تخيل الوصول إليها ، والشاهد على ذلك هى حادثة لطيفه كنت فى زيارة لدولة جيبوتى فى فبرايرعام 2016 فى لقاء مرتب كمبعوث من جهة عملى بالتنسيق مع الخارجية المصرية للقاء رئيس الجمهورية الرئيس إسماعيل عمر جيله ، وقمت باللقاء وسوف أفرد له تفاصيل فى جزء آخر ، المهم خلال رحله العوده وكنت بإنتظار الطائرة بمطار جيبوتى الدولى وهو مطار بسيط ومتواضع جدا ، فى كافيتريا المطار وجدت عامله الكافيتريا فتقدمت لها وطلبت مياة معدنية وقهوة باللغة الانجليزية ، وكان بجانبها جهاز تليفزيون قديم جدا به فيلم للفنان الراحل محمود عبدالعزيز هو "جرى الوحوش"  وكانت العامله تضحك على سير أحداث الفيلم ، ولفت نظرى بشدة ودفعنى الفضول لسؤالها عن الامر ، فتقدمت بخطوات وقاطعت مشاهدتها وقلت لها هل تتحدثين العربية قالت قليلا ..وأضافت أن أغلب السكان يتحدثون اللغة الامهرية والسواحلية والفرنسية ، فقلت لها أنا مصرى ، وارى أنك تشاهدين فيلما مصريا ، فقالت نعم ، أنا أحب الافلام المصرية وأشاهدها بالمنزل ، وأحب عادل إمام ومحمود عبدالعزيز بشدة ، قلت لها تفهمين العربية قالت القليل منها وأتمنى تعلم العربية ، وأقرأ الادب المصرى لأننى أنوى دراسة الادب ، تلك الواقعة تجعلنا وعندى عشرات المشاهد من دول كثيرة نهتم أكثر بالتأثير الناعم للقوة المصرية ، وأهمية ذلك المجال الحيوى والهام لدولة أغلبنا لايقدر قيمتها الحقيقية ، وهى التى يعرفها القاصى والدانى ، وهى التى أطلق عليها "مصر التى لايعرفها أحد".
   وسوف اتناول بالتفاصيل الكاملة تفاصيل تلك الرحلات الصحفية والمغامرات والاسرار والوقائع والاحداث الصعبة وظروف العمل القاسية ومنها رحلة عملى كمراسل صحفى فى ليبيا منذ بداية نشوب الصراع العسكرى المسلح فى ليبيا ، وكانت البداية منذ شهر فبراير عام 2011 وارتفاع وتيرة الاحداث فى مصر بالاضافة الى أزمة تونس وتصاعد الاحداث هناك , كان القرار بالسفر الى ليبيا قرارا صادما بحق وكانت الظروف وقتها فى منتهى الصعوبة بمصر وأغلب الدول العربية نتيجة زيادة حدة الصراع والشعور بعدم اليقين لدى الجميع فى إنفراجه قريبة لهذا المشهد العبثى بالدول العربية . 
والحقيقة أن قرار السفر الى ليبيا كمراسل عسكرى فى هذا التوقيت كان تحديا صعبا نفسيا خصوصا بعد شهر واحد من بداية الاحداث ووجود تقارير عن مصرع 25 صحفى ومراسل واعتقال عدد كبير آخر بالاضافة الى وجود حظر طيران دولى ومنع السفر لليبيا .
الوضع فى مصر
ذهبت إلى السفارة الليبية بالقاهرة فى شهر مارس عام 2011 لاستخراج تأشيرة الدخول الى ليبيا ، وكانت السفارة تعمل مع النظام الليبيى السابق ، وتقدمت الى السفارة بطلب تأشيرة الدول ، وبعد أخذ ورد ، وعد القنصل الليبى بعدها ببحث الامر وكنت اتوقع الحصول عليها بشكل فورى ، وقام بإستجوابى فعليا فى مجموعة أسئلة هل أنت مع النظام الليبى أم مع الثوار, ما رأيك فى الزعيم الليبى معمر القذافى !! وشعرت أنى مع محقق وليس قنصل’ فتحفظت فى الاجابة ، فكان الرد منه هوأننا سوف نقوم ببحث الطلب ، ولم يستجيب بشكل فورى وإعطائى التأشيرة بشكل فورى .
وإلى اللقاء فى الجزء الثانى